وبري الكثيرون أن القرن السادس عشر للميلاد ذروة رقي وتقدم الدولة العثمانية. وقد انعكس هذا الرقي علي اللغة والأدب وأدي إلى ارتفاع مستوي المعيشة والرفاهية في المدن الكبرى في أرجاء الدولة العثمانية وإلى ازدهار المراكز الثقافية في الرومليوأست الدولة المدارس والتكايا الصوفية هناك . مما ساعد علي انتشار الدين الإسلامي وراجت اللغة التركية بين أفراد الشعب في مختلف هذه الأنحاء، كما كان للأدب التركي عظيم الإزدهار حيث بذلت الدولة ما وسعها من جهد في سبيل تهيئة سبل العيش في الروملي لذا عاش هناك عديد من شعراء الترك واستمد لسانهم الأدبي عناصر جديدة من العربية والفارسية حيث حافظ الأدب الفارسي على نفوذه ورجحانه، فدون الشعراء والعلماء كتب اللغة والمعاجم والشروح الأدبية ونقلوا المؤلفات العربية والفارسية في شتي العلوم إلى التركية. وهذا دليل على نقل التراث الإسلامي إلي التركية. مما يشير إلي مدي انتشار الثقافة الإسلامية في سائر الدول التي أصبحت في حوزة العثمانيين. إضافة إلي أن أدباء الترك أدلوا بدلوهم في نظم المؤلفات في اللغة العربية والفارسية. وهذا ما لم يغض من شأن التركية بل على النقيض تماما فقد نظم شعراء الترك القدامى شعرهم في أوزان العروض بالألفاظ الفارسية والعربية، وتركوا الألفاظ التركية التي ليس لها جرس ورنيين. وتميز الأدب الديواني بأنه يأخذ من الأدبين العربي والفارسي ، ولكن تصادف في مقابل هذا الاتجاه الأدبي خاصة في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد؛ بعض الشعراء الذين سعوا سعيهم إلى النظم بأسلوب بسيط غير متكلف. حيث أرادوا أن يجعلوا من التركية لغة أدبية تخص الأتراك. وابتعدوا عن الألفاظ الدخيلة عليها. وذلك لكي ينظموا نماذج تحاكي النماذج الأدبية الفارسية لذا نري شعراء مثل طالعي وجمالي، وجواهى نظموا شعرهم وأوردوا الأمثال الشعبية في شعرهم متأثرين بنجاتي. وكان هذا إرهاصا بظهور تيار أدبي جديد له قيمته لدي الترك في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد وهو تيار التركية البسيطة، وأشهر من أخذوا بالتعبير في هذا التيار طاطاوله لي محرمي، فدون محرمی کتابا أسماء " بسيط نامه " أي الكتاب البسيط. واستخدم الألفاظ التركية بتشبيهاتها وأمثالها .