إن مخ الطفل يشهد نمواً سريعاً خلال الفترة ما بين العام حتى العامين، وهذا النمو يظهر معه مهارات مدهشة يلاحظها الآباء على طفلهم من القدرة على المشي والكلام وتذكر الأحداث التي يمر بها الطفل، والتغيرات التي يشهدها الطفل خلال هذه المرحلة نجدها متمركزة فى خمس جوانب أساسية: يزيد طول الطفل فيها ما بين 7. كما يزيد ورنه ما بين 1. وهنا يوصف به مهارات الطفل وقدراته فى التفكير والتعلم والتذكر، يظهر الطفل فى هذه المرحلة العمرية اتصالا شعورياً قوياً بمن يحبهم، حيث يكون الارتباط قوياً بهم كما تكون هناك صعوبة فى الانفصال عن الأب والأم. يرغب الطفل فى فعل الأشياء بنفسه بناءً على رغباته، وهنا تبدأ مرحلة الصراع بين رغبته فى الاستقلالية والاعتماد على النفس وبين الشعور بالأمان من وجود الآباء بجانبه. فى سن الـ15 – 18 شهراً يفهم الطفل كلمات أكثر بقدرة تفوق العشر مرات قدرته على النطق بها، يبدأ الكلام عند الطفل بنطق الكلمة التي تتكون من مقطعين ثم يتطور لينطق جملة تتكون من كلمتين فقط، وعند عيد ميلاده الثاني يستطيع الطفل أن ينطق من 50 – 100 كلمة. يستطيع الطفل التحكم فى حركاته والتنسيق بينها، أما القفز فتالياً على هذه المهارات ويحدث فى وقت لاحق. إن مواعيد المتابعة الدورية لصحة الطفل الصغير فى هذه المرحلة العمرية تتم فى الأشهر التالية: يقوم الطبيب بفحص الطفل لمعرفة ما إذا كان نموه يسير على ما يرام أم هناك أى تأخر، كما سيقوم بسؤال الآباء عن الكلمات الجديدة التي تعلمها الطفل وهل قام بالمشي أم لا. كما يطلب الطبيب من الطفل أن يشير أو ينطق بمسميات أجزاء الجسم. فمن الممكن أن يكون الطفل متقدم فى إحدى الجوانب مثل الكلام لكنه ليس كذلك فى المشي وقد يتأخر قليلاً فيه. والتأخر الطبيعي ليس بالمشكلة الخطيرة وإنما التدهور فى عمليات النمو بعد الوصول إليها وفقد الطفل لقدراته تمثل الخطورة بعينها. مع عدم التردد فى استشارة الطبيب عندما يلاحظ الآباء أى شىء على طفلهم. كيف يتسنى للآباء مساعدة الطفل فى اجتياز مراحل نموه الطبيعية بسلام مع تفهم احتياجات الطفل للاعتماد على النفس والاستكشاف الآمن للعالم المحيط به (الاكتشاف هو وسيلة الطفل للتعلم فى هذه المرحلة المبكرة من حياته)، مع التذكر الدائم بأن الطفل فى حالة شغف بالغ للتعرف على كل جديد تراه عيناه أو ما تسمعه أذناه أو ما يتعلمه وما يفعله بالمثل. لابد أن يحرص كل أب وأم أن يأخذ طفلهم القسط الوافر من الراحة وأن تحيط به بيئة هادئة. - ما هى سمات نمو الطفل وتطوره فى الفترة ما بين العام حتى العامين؟ - ما هى سمات النمو الإدراكى فى هذه المرحلة العمرية؟ - متى يتم لجوء الآباء بأبنائهم إلى الطبيب؟ - ما هى الإجراءات الروتينية المتبعة للفحص الدوري للطفل؟ - ما الذي يقدمه الآباء من أجل أن يوفرا لأطفالهم النمو السوي والطبيعي؟ * التغيرات التي تطرأ على الطفل بالعمر: يبدأ الطفل فى المشي بدون مساعدة أو يتمكن من التنقل والاستناد على الأثاث. غالبية الأطفال يكون لديها القليل من الأسنان كما يضعون أي شىء فى فمهم. يستطيع الطفل الانطلاق فى مشيه وأي شىء يصبح فى متناوله (البدء بالعبث بكل ما تقع يديه عليه)، يحرك الأشياء من أماكنها ويمسك بكل شىء، كما يتظاهر الطفل بإطعام دميته أو تقليد أى فعل آخر يراه، وقدرات لفهم الكلمات تفوق عشر مرات النطق بها بما فيها أسماء الأشخاص وأعضاء الجسم والأشياء، فى الشهر الرابع والعشرين (24) أي عند بلوغه العام الثاني، يبدأ الطفل بشكل أكثر تعقيداً من استرجاع الأشياء التي قد حدثت فى أيام سابقة، كما يجعل العالم الذي يحيط به أكبر ويتقمص أدوار الأب والأم وهم يعتنون بطفلهم الصغير ويحرصون على إطعامه وتغيير الحفاضات له، - فى الأشهر ما بين 24-30 شهراً، - النطق باسمه عندما يطلب منه ذلك. - الاستمتاع باللعب مع أطفال آخرين. - التحكم في فتح الأبواب من مقابضها. - أما فى الأشهر ما بين 30 - 36 شهراً، - النطق باسمه عندما يطلب منه ذلك. - التعبير عن النفس في جملة من ثلاث كلمات. ولابد وأن يكون هناك ربط ما بين حركته وسلوكه غير المتوقع. ومن الطبيعي فى هذه السن أن يتجاهل الطفل أو يعترض على ما يطلبه الآباء منه، والطفل هنا لا يفهم الحوار أو يفهم الأسباب المنطقية التي تقدم له، فعلى سبيل المثال إذا أراد الآباء أن يقوموا بتهيئة الطفل لمغادرة منزل الجدة، خلال السنة الثانية من عمر الطفل يستطيع التمييز بين الآباء وبين الغرباء، ويجتاح الطفل الرغبة العارمة فى السيطرة على عالمه الخاص به ويصاب بالإحباط إذا لم يتمكن من فعل الأشياء التي يريد إنجازها بنفسه. وعلى الرغم من قدرتهم على التعبير ببعض الكلمات أو الجمل القصيرة فإنه لا يستطيع التعبير عن نفسه بشكل كلى، وعلى الآباء ألا يفكرون فى أن هذه الطباع أمرا فردياً يختص به طفلهم دون الأطفال الآخرين فى نفس سنه العمرية، عدم تقبل الطفل لجميع أنواع الأطعمة من الأمور المحيرة فى هذه المرحلة العمرية، وقد يتصل هذا الرفض برغبته فى التأكيد على استقلاليته أو قد يكون بسبب عدم جوع الطفل عندما تعرض عليه الأم الطعام. فقد يتناول طعامه بشكل متوازن على مدار يوم أو يومين ثم يتناول القليل منه على مدار الأيام القليلة التالية، لكن بالمداومة على روتين غذائى منتظم من الوجبات الغذائية والوجبات الخفيفة سيتعود الطفل على العادات الغذائية السليمة فيما بعد بدون أن يمثل الطعام له مشكلة. النوم، أو قد لا ينام مطلقاً مما يجعله يبدو متعباً ومرهقاً، وللتغلب على غياب هذا النوم النهاري لابد من تهيئة الجو للطفل فى وقت نومه من الحرص على وجود الهدوء فى البيئة المحيطة به فى هذه الفترة. يكون من خلال إحدى الوسائل التالية بإعطائه حمام أو برواية قصة عليه بنفس الترتيب كل يوم. فالطفل يعشق الأدراج وإخراج الأشياء منها وبعثرتها فى كل مكان، كما يجد متعة فى مسح الأرفف لكي تكون كل محتوياتها على الأرض . الاحتجاج على الانفصال عن الأم أو الأب (مقدم الرعاية له بشكل عام)، وهو نوع من القلق أو الخوف عندما يغادر الأب أو الأم أو يتركا الطفل، وتبدأ هذه المشاعر الانفعالية مع الطفل فى الشهر العاشر أو قد تستمر لفترة طويلة أو تعاوده فى الظهور مرة أخرى بعد مدة، وهناك بعض الخطوات التي بإتباعها تقدم للطفل الطمأنينة عند مغادرة الأهل بالبدء فى تركه لفترات قصيرة من الزمن فى البداية ثم إتباع روتين يومي بنفس الأفعال عند المغادرة . * البيئة الصحية المحيطة بالطفل: ويستطيع من خلالها التعلم والاستكشاف الآمن، على الرغم من أن بغض بعض الأصناف من الطعام شائع الحدوث فى هذه المرحلة العمرية بين غالبية الأطفال. الحرص على تواجد جميع أفراد العائلة فى مواعيد الوجبات الرئيسية على مائدة الطعام. تعزيز النمو الإدراكى والمعرفي عند الطفل: يتعلم الطفل تركيب لعبة المكعبات وهدمها. والطفل فى هذه السن يحب رؤية الكرة وهى تتدحرج أمامه وهذه الرؤية هامة للغاية لأنها تنمى لديه مهارات تتبع الأشياء، تعزيز النمو الشعوري والاجتماعي عند الطفل: فالطفل لا يكترث بأعياد ميلاده حتى يبلغ من العمر ثلاثة أعوام، لذا فإن قضاء الوقت مع الطفل هام للغاية من أجل التحدث إليه وملء فراغ وحدته وإبداء مشاعر الحب والالتفات إلى العوامل التي تؤثر على نموه اجتماعياً وشعورياً. فكل طفل يختلف عن الآخر فى استجاباته للمواقف المختلفة التي يواجهها، وبملاحظة الطفل عن قرب يستطيع الآباء التنبؤ بردود الفعل وكيفية التعامل معها. لابد وأن يمدح الآباء السلوك الطيب وخاصة فى المواقف التي تعتبر صعبة بالنسبة للطفل مثل ترك الملاهي بدون احتجاج أو صراخ، من الضروري التزام الآباء بالهدوء والتصرف مع المواقف المختلفة بحكمة حتى لا يتعرض الطفل للأذى بسبب ثورة الآباء، تعزيز النمو الحركي والحسي عند الطفل: ترك الطفل يلعب الألعاب التي تشجعه على الحركة والمشي، مع التنزه به خارج المنزل قدر الإمكان (مثل تشجيع الطفل على المشي فى الحديقة مع جر لعبة فى يديه)، تعزيز النمو اللغوي عند الطفل: التحدث الدائم مع الطفل وجهاً لوجه والنظر إلى عينيه بقدر الإمكان، من تكرارها أو الإضافة لها. الخ. القراءة للطفل بشكل يومي باستخدام الأغاني والقصص التي لها سجع واحد من أجل أن ينغمس الطفل فى الحديث ويتعلم اللغة. * معرفة الأبوين لمهاراتهم التربوية: لابد وأن يتعرف الآباء على طفلهم بعمق أكثر، ومن الأسئلة التي ينبغي سؤال النفس عنها "كآباء": - ما أكثر شىء أحبه فى طفلي؟ - ما هو السبب وراء نوبات غضب الطفل أو تصرفه بالسلوك السيئ؟ - متى أشعر بالرضاء عن طريقة معاملتي لطفلي؟ - ما هى التصرفات التي أندم على ممارستها مع طفلي؟ وكيف أقوم بتشجيعه؟ * الفروق الفردية الطبيعية من طفل لآخر: - النمو الجسدي: اكتساب الوزن والطول. - النمو الإدراكى والمعرفي: المتمثل فى قدرة الطفل على التفكير والتعلم والتذكر. - النمو الحركي والحسي: المهارات الحركية الكبيرة مثل المشي والمهارات الحركية البسيطة مثل التقاط الأشياء الصغيرة. فالتأخر فى جانب من جوانب النمو لا يكون مدعاة لقلق الآباء على الإطلاق، مثل تأخر الكلام عند الطفل لا يقلق طالما أن الطفل يستجيب إلى إيماءات من حوله وينفذ الأوامر التي تصدر له. أما الطفل الذي يعانى من تأخر الكلام بسبب مشكلة فى الاتصال مع من حوله قد يرجع إلى علة سمعية لديه. ومن الأعراض التي تظهر على مثل هذا الطفل: - لا يقول خمس كلمات أو أكثر أو يفهم أكثر من 50 كلمة فى سن 18 شهراَ. - لا يتحدث أكثر من 50 كلمة أو ينطق بكلمتين سوياً أو ينطق بأسماء الأشياء، إذا: - أكمل جوانب نموه بنجاح، * الأطفال المبتسرة (التي تولد ولادة مبكرة): فترة الحمل الطبيعية تبدأ بعد نزول آخر دورة شهرية حتى ميعاد ولادة الطفل تكون 40 أسبوعاً، وحتى أن يبلغ من العمر عامين يحسب نموه وتطوره من عمر الحمل،