أدت الثورة البلشفية إلى مرحلة عدم استقرار عميق في أوروبا، مُمثلة بظهور أحزاب جماهيرية جديدة. برز الاتحاد السوفييتي كمثال ملموس، مُعتمدًا رؤى لينين (منذ 1902 في كراسه "ما العمل"). بالتوازي، وبالاستناد إلى نموذج الفاشية، ترسخت تنظيمات جماهيرية شمولية أخرى، ساعية –كالأحزاب الشيوعية اللينينية– إلى تعبئة منهجية للأفكار والعقليات غير المعروفة سابقًا. وقد تميزت هذه الأحزاب عن الأحزاب البرلمانية والانتخابية بمركزيتها العالية وتماسكها وانضباطها. في سياق آخر، نشأت حركات تحرر ضد الاستعمار، اتخذت طابعًا سريًا غالبًا، ثم تحولت لأحزاب جماهيرية بعد رحيل المستعمر، أكثر تركيزًا حول قيادة كاريزمية مؤثرة في تشكيلها. وهذا جعلها تختلف في بنيتها وخطابها عن الأحزاب الغربية. كما شهد القرن العشرون انتشار أحزاب سياسية في البلدان الأقل تطورًا، قائمة على علاقات تقليدية (قبائلية، إثنية، دينية)، وأحزاب جماهيرية شعبوية، بعضها شيوعي، والبعض الآخر مزيجًا من التكوينات الحزبية الأوروبية.