اختیارات بین معركة التنمیة أو معارك السیاسة، اختیارات بین استثمار مواردھا في البناء أو أتأم ُل ذلك وأنا أستذكر العام 1979. كان عاماً رأي ُت فیه الاختیارات التي كانت تحدث في وطني، والاختیارات التي كانت تحدث في دول المنطقة بجانب وطني. بعد أكثر من أربعین عاماً في دبي، كان العام 1979 عاما حافلا. وينظر الكثیرون إلیه باعتباره عاما محورياً في تاريخ دبي، أول تلك المشاريع میناء جبل علي، والثاني مصھر الألمنیوم الذي أنشأته وتملّكته شركة دبي للألمنیوم "دوبال" بقدرة سنوية أولیة وصلت إلى 135 ألف طن. أما المشروع الضخم الثالث الذي بدأ ذلك العام فكان مركز التجارة الدولي في دبي الذي ُيعرف الیوم باسم "مركز دبي التجاري العالمي"، والذي كان أطول مبنى في الشرق الأوسط، وأن العالم بدأ يعرفنا. كان العام 1979 ھو العام الذي بدأنا ندرك فیه بأن أحلامنا التي لا حدود لھا يمكن تحقیقھا، في ھذا العام أيضاً، شھدنا ثور ًة في إيران وتغییر نظام الحكم فیھا، واعتلاء صدام حسین س ّدة الرئاسة في العراق. كقوتین في المنطقة أھم وأكبر جارين لنا على وشك مواجھة. ازدادت مسؤولیاتي في ذلك الوقت أيضاً، فبالإضافة إلى وزارة الدفاع كنت ممتنّاً لإشراك الشیخ زايد لي في جھوده في الوساطة وإ ْطلاعي على منھجیته وسیاسته من خلال مرافقته أثناء السفر أو تمثیله في اللقاءات الدبلوماسیة لمحاولة تلافي الحرب. ولكن في أواخر عام 1979 وبداية عام 1980، قد بلغت نقط ًة لا رجعة عنھا. ف ي 4 سبتمبر من العام 1980، اخترنا البقاء على الحیاد. لم تكن سنوات الحرب تلك بالنسبة لنا سنوات ضائعة أو سنوات انتظار، بل أطلقنا أكبر ورشة عمل في بلدنا لتحقیق قفزات تنموية كبرى. وتحقیق نمو اقتصادي لشعوبھا. وعزم ُت على مساعدة زملائي في مجلس التعاون الخلیجي بھدف تفعیل أجندتنا القائمة على الدفاع عن منطقة وفي 25 مايو 1981، وفي شھر مايو، كن ُت أجلس بكل فخر وراء سمو الشیخ زايد عندما افتتح "قمة التأسیس" في أبوظبي. ھذا ما كن ُت أحلم به، وھذه ھي النوايا الحسنة التي ستؤثر إيجابیاً على المنطقة ككل. تمنی ُت لو أن القادة في جمیع البلاد العربیة يفكرون بمثل ھذه الصیغة من التعاون فیما بینھم لتحقیق السلام وخدمة الشعوب؛