في سطور التاريخ تلتقي الثقافات وتتبادل الخبرات، ومن بين الظواهر التي سهمت في هذا التلاقح الحضاري العميق تبرز حركة الكشوف الجغرافية. إنها لحظة استثنائية في تاريخ الإنسانية، حيث انطلق المستكشفون من أقاصي الأرض ليتجاوزوا حدود الخرائط المألوفة ويكشفوا أسراراً جديدة للعالم. هذه الحركة لم تكن مجرد رحلات بحثية، بل كانت رحلة استكشافية للعقول والثقافات، حيث تبادل الناس المعرفة والخبرات عبر البحار والقاراتتعرف الكشوف الجغرافية على أنها "رحلات بحرية قامت بها كل من اسبانيا والبرتغال بعد سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس عام 1492 وخلال القرن الخامس عشر الميلادي لعب البرتغال درو كبير في الوصول إلى الهند من خلال طريق بحري لا يمر بالأراضي الإسلامية ولا يخضع إلى نفوذهم، لقد تجاوزت الكشوف الجغرافية حدود البحار والقارات، مما جلب تغيرات هائلة في المجتمعات والثقافات. سيتم استكشاف آثار هذه الحركة الاستكشافية على العديد من الجوانب، بما في ذلك الآثار الدينية والثقافية التي ترتبط بالتواصل بين الحضارات وانتشار الأديان.