كثير من الناس يرون أن التلفاز هو صندوق الشياطين، وأنه بمثابة جحر الأفعى في قعر دارهم، وغول يأتي على الأخضر واليابس. لا يترك أي فرد من أفراد المجتمع، إلا ودمر قدراتهم على التفكير عطل طاقاتهم الخيالية، والخمول. كما يعلم الجميع، يتميز بمزايا إيجابية كثيرة من شأنها أن تنسينا السلبيات التي تحدث عنها هؤلاء. ثم إن وصف التلفاز بالسلبية لمجرد تفاهة بعض برامجه وتعميم ذلك على سائر البرامج الأخرى دون تفكير منطقي يعتبر خطأ فادحا وظلما في حق البرامج المفيدة والإيجابية. ما تزال تعشش في أذهانهم، بل أيضا من الكبار. فالتلفاز يقدم أطباقا متنوعة من البرامج يجد فيه الطفل ما لذ وطاب، ويختار ضمن برامجه ما ينال رضاه ويحقق متعته، فمن خلال البرامج الوثائقية يتعرف الطفل على ثقافات الشعوب الأخرى وأخبارها، وبذلك ينفتح على العالم، كما يكتشف أسرار الطبيعة وخباياها فيتأملها وينطق بعظمة خالقها سبحانه، ومن خلال البرامج الثقافية يتمكن الطفل من توسيع دائرة معارفه ومعلوماته، ومن خلال البرامج الاجتماعية يتعرف على الجانب الآخر من مجتمعه، كما أن البرامج الدينية هي الأخرى تكونه ليكون عبدا صالحا عارفا بحقوقه وواجباته. أما الرسوم المتحركة فعلى عكس الرأي السابق، ترفه عن الطفل وتغني خياله، وتساعده على التعلم بأسلوب ممتع وشيق. وبناء على ما سبق يتضح أن جهاز التلفاز يعتبر سلاحا ذو حدين يشمل ما هو مفيد للطفل وما هو غير مفيد له، وإذا كان بإمكاننا مساعدة الطفل على الاستفادة مما هو إيجابي، فبإمكاننا مساعدته أيضا ليتجنب ما هو سلبي،