في أحد المدن كان يعيش شاب مع أسرته بسعادة كبيرة؛ وكان يتبوأ مركزََا مرموقََا ويتطور في عمله دائمََا؛ وكان مقبلََا على الحياة ولديه طموحات وآمال كثيرة وكان يملك روح التفاؤل والمرح لهذا يحتفظ دومََا بابتسامة جميلة يُحبّها الجميع. في يوم شعر الشاب ببعض الأعراض المتعبة التي أجبرته على أخذ إجازة من العمل وظن الشاب أن هذه الأعراض ستزول تلقائيََا وأن ما يشعر به هو نزلة برد أو إنفلونزا؛ لكن المرض ظل يشتد عليه حتى اضطر للذهاب إلى الطبيب؛ ومجرد أن شرح الأعراض للطبيب شك الطبيب بمرض ما لكنه لم يجزم بإصابة الشاب بالمرض إلا بعد أن طلب منه إجراء بعض الفحوصات. عندما ذهب الشاب إلى الطبيب وعرض عليه نتيجة الفحوصات كان الخبر الصاعق بانتظاره؛ فالشاب مصاب بسرطان الدم وعليه أن يبدأ بالعلاج الكيميائي فورََا؛ وأخبره الطبيب أنه في مرحلة متقدمة من المرض وربما لن يكون أمامه الكثير من الوقت ليعيش. على الرغم ممّا قاله الطبيب للشاب؛ وعلى الرغم من نظرات الشفقة التي كان ينظر بها الناس له وهم يتوقعون موته في أية لحظة؛ ظل محتفظََا بروح التفاؤل وقرّر أن يخضع للعلاج ويُحاول به مهما كان الظرف صعبََا لأنّ إرادة الله فوق كل شيء؛ وفعلََا بعد مرور عدة أشهر من العلاج شُفي لشباب تمامََا وتحقق تفاؤله بالشفاء؛ والعبرة من هذه القصة هي جملة واحدة: تفاءل بما يريد سيتحقق. التفاؤل سرّ السعادة في إحدى المزارع الجميلة كان يعيش فلاح نشيط يزرع أرضه في بداية كل موسم؛ ويرش الزرع بالمبيدات الحشرية ويحميها من القوارض واللصوص، في أحد المواسم تأخر المطر كثيرََا مما دعا جميع المزارعين الذين يملكون مزرعة مجاورة الفلاح النشيط أن يمتنعوا عن زراعة أرضهم لأنهم كانوا متأكدين من أن الزرع لن ينمو وسيموت كله ولن يأتي المطر. لكنّ الفلاح النشيط حرث أرضه وبذرها وظلّ متفائلََا بأن المطر لا بدّ سيهطل قريبََا وأنّ الزرع سينمو وسيقطف ثماره ولن يخسر أبدََا وستُصبح أرضه خضراء. ظلّ الفلاح يدعو الله أن يهطل المطر وألّا يذهب تعبه سدى وكان على يقين بأنّ تفاءله بقدوم المطر لن يخيب؛ وفي غمرة كل هذا استيقظ الفلاح النشيط على أجمل صوت كان ينتظره بفارغ الصبر وهو صوت المطر؛ فعلًا نزل المطر أخيرََا وسقى الزرع واخضرّت الأرض وامتلأت بالثمار والزهور واللون الأخضر الجميل؛ لقد ندم جميع الفلاحين الطين لم يزرعوا أرضهم وتعلموا من الفلاح النشيط أن يتفاءلوا دومََا مهما كانت الظروف.