والأمواج تتلاطم برقة على شاطئ البحر الهادئ، بينما كنا نمشي على الرمال الذهبية، شعرت بأننا نمضي في عالم آخر، حيث الهدوء والسكينة يعمان المكان. حملنا معنا سلة الغداء المليئة بالأطعمة اللذيذة، وتوجهنا نحو الزورق الصغير الذي كان ينتظرنا لنبحر به في أعماق البحر الزرقاء. حيث أبحرنا برفق على أمواج هادئة، والأمواج تتلاطم بقوة مخيفة حولنا. شعرت بيدٍ تمسك بي بقوة، " كانت كلماته كفيلة بإعادة الأمل إلى قلبي المرتعش، بينما كان الخوف يسيطر على بعضنا، حيث واجه الصعاب بقوة لا تصدق، وبينما كنا ننظر إلى الأفق المتلاطم بالأمواج العاتية، وأهمية الثقة بين أفراد الأسرة في اللحظات الصعبة. لم يكن مجرد وجوده إلى جانبي بل كان بمثابة بوصلة توجهني نحو الأمان والسلامة. الأمواج كانت تتحدان الزورق بشكل متواصل، عائلة صغيرة مواجهة لهذا التحدي الكبير، ولكننا بدأنا نعمل بتناغم مذهل كفريق واحد يتحدى الطبيعة البرية بكل قوة. كانت كل حركة نقوم بها مدروسة بعناية، وكان كل توجيه من أخي دليلاً واضحًا على الطريق المؤدي إلى النجاة. لم يكن هناك مجال للتردد أو الشك، فقد كان الهدف واضحًا جدًا: البقاء على قيد الحياة والوصول إلى الشاطئ بأمان، في الوقت الذي كانت فيه الأمواج تتحدى قواربنا، كان الوحدة والتعاون بيننا الدافع الحقيقي للبقاء والنجاة. كانت كل حركة وتعليمة من أخي توجهًا وإرشادًا واضحًا نحو السلامة والوصول إلى الشاطئ بأمان. كانت الثقة ببعضنا البعض وبقدرتنا على التغلب على المحنة هي التي ساعدتنا على تجاوز كل تحديات الطبيعة البرية والبقاء متماسكين كفريق واحد. وبينما يتلاشى البحر الهائج تدريجيًا خلفنا ونقترب من الشاطئ الرملي، تبدأ الشمس بالنزول ببطء في الأفق، نتفق جميعًا على أننا لم نكن نعرف حقًا مدى قوتنا وتماسكنا حتى تمر هذه التجربة. حتى في وجه أقوى العواصف.