*.البنائية والسياسة الخارجية تظهر البنائية أن السياسة الخارجية هي أكثر من مجرد حسابات للقوة والمصلحة الوطنية فهي تشمل بناء هوية الدولة والعلاقات بين الدول على أساس تصورها لمكانتها في العالم هذا التصور يمكن أن يتغير على مر الزمن بناء على التفاعلات الاجتماعية بين الدول، بل هي مكونة من المعتقدات والأيديولوجيات التي تتطور على مر الزمن على سبيل المثال، قد ترى دولة ما نفسها كداعم للحرية والديمقراطية على الساحة الدولية، وبالتالي قد تسعى إلى نشر هذه القيم من خلال سياستها الخارجية 2. الأيديولوجيا والهوية القومية يركز المنظور البنائي على دور الأيديولوجيا في تشكيل السياسة الخارجية. تعتبر الأيديولوجيا جزءا من هوية الدولة التي تحدد كيفية رؤيتها للعالم، وبالتالي توجه قراراتها الخارجية على سبيل المثال، قد يكون لدى دولة ذات هوية قومية قوية رغبة في الحفاظ على استقلالها وحماية ثقافتها من التأثيرات الخارجية، تعتبر المعايير الاجتماعية جزءا أساسيا من النظام الدولي فالمعايير هي الأفكار التي توافق عليها الدول بشكل جماعي حول ما هو مقبول في العلاقات الدولية وما هو غير مقبول. هذه المعايير تؤثر بشكل كبير على السياسة الخارجية، حيث يمكن أن تدفع الدول إلى اتخاذ مواقف معينة بشأن قضايا مثل حقوق الإنسان أو التغير المناخي فالدول التي تسعى للانضمام إلى المجتمع الدولي أو الحفاظ على مكانتها الدولية قد تتبنى هذه المعايير في سياساتها الخارجية 4. الخطاب والسياسة الخارجية : بالإضافة إلى الهويات والمعايير يُعتبر الخطاب جزءا رئيسيا من السياسة الخارجية من منظور بنائي الخطاب يشمل اللغة التي تستخدمها الدول في التعبير عن مواقفها وأهدافها على الساحة الدولية، قد تعتمد دولة ما على الخطاب القوي التعزيز موقفها في القضايا الدولية الكبرى مثل الأمن الإقليمي أو حقوق الإنسان،