وتبدو الحكاية الشعبية مرتبطة بأشكال التعبير الشفوي في المجتمع، وقد أخذت مثل تلك الأشكال تفقد مكانتها في العصر الحديث، بسبب انتشار أشكال تعبير جديدة، وتمثلها الصحف ووسائل الإعلام، التي أخذت تحل محل أشكال التعبير الشفوي. ولكن على الرغم من ذلك كله تظل الحكاية الشعبية محتفظة بإمكانات كبيرة، تساعد على التعبير عن الوجدان الجماعي، وتزودهم بخبرات وتجارب وثقافات، لتمنحه الإحساس بالانتماء إلى الجماعة، وهو غاية ماتسعى إليه فنون القول. ولقد غدت الحكايات الشعبية مادة أولية، تستثمرها كثير من الأشكال والأنواع الأدبية والفنية، أغنيات ومسرحيات وروايات وتمثيليات وبرامج شتی. والحكايات الشعبية غنية بعد ذلك بما يخدم الباحثين في المجالات الإنسانية والتراثية والأدبية والفنية. ولقد جمع المختصون في الغرب، ولم يتنبه العرب إلى أهمية الحكايات الشعبية، فأخذت تظهر مجموعات تسجل الحكايات الشعبية في أجزاء مختلفة من أقطار الوطن العربي، وإن كانت حركة الجمع ما تزال تسير بطيئة مترددة. والإشكال الذي يواجهه جامع الحكايات الشعبية في الوطن العربي هو اللهجات المحلية، ويمكن تجاوز مثل ذلك الإشكال بتدوين الحكاية باللغة الفصحى، والحفاظ ما أمكن ذلك، على أسلوب الجملة فيها، بل متماثلة، في أجزاء من أقطار الوطن العربي، وليس فيها إلا اختلاف في جزئيات ثانوية، في المكان الواحد. فحسب، بل يرجع أيضاً إلى وحدة الحكاية الشعبية في الوطن العربي، وهي وحدة يمكن تلمسها في عدد غير قليل من الحكايات الشعبية المتشابهة، على الرغم من قلة ماجمع من حكايات شعبية في الوطن العربي، وإبراز سماتها العامة. وهي جزء من التراث الشعبي، حين يذكر المرء محاولات العدو الصهيوني طمس التراث الشعبي في فلسطين،