العملات: السكة على حد قول ابن خلدون: الختم على الدنانير والدراهم المتعامل بها بين الناس بطابع حديد ينقش فيه صور أو كلمات مقلوبة، ويضرب بها على الدينار أو الدرهم.أشار الماوردي في الاحكام السلطانية إلى أن السكة: هي الحديدة التي يطبع عليها الدراهم،وفسر المقريزي في كتاب الأوزان والأكيال الشرعية السكة بأن: الدينار والدرهم المضروبين سمي كل منهما سكة لأنه طبع بالحديدة المُعلمة، ويقال لها السكة.وأول من سك العملات العربية الاسلامية الخالصة هو الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان في السنة ٧٧ للهجرة، وقد رأى في ضربها ضرورة لتدعيم البناء الاقتصادي والسياسي للدولة العربية.على ماذا تتضمن العملات؟ أسماء الخلفاء والسلاطين وألقابهم، وتاريخ الضرب، والبعض من العبارات الخاصة بالمذهب الديني السائد في ذلك الوقت، والمدينة التي ضربت بها العملة.ولذلك فالعملات هي سجل للألقاب والنعوت التي توضح الأحداث السياسية وتنفي أو تثبت تبعية الحكام للخلافة.تفيد دراسة العملات في تحقيق الكثير من الحوادث السياسية المتعلقة بفتح البلاد إكراهًا او توافقًا عن طريق ظهور اسم الحاكم على سكة أحد الأقاليم.تساهم النقوش المسجلة على العملات في تصحيح الكثير من الأخطاء التاريخية المعروفة، وفي حين أن مصادر أخرى تؤكد أن فاس من بِناء إدريس الأول بن عبد الله وأسسها في سنة ١٧٢ هـ، إلى أن اُكتشفت عملات مضروبة في مدينة فاس في سنتي ١٨٥، ١٨٩ هـ، والذي يؤكد لنا أن فاس اُنشئت في سنة ١٧٢ هـ.ومن الناحية الاقتصادية كانت تستخدم العملات في التداول الداخلي أي التجارة الاقليمية، وبالإمكان معرفة الحالة الاقتصادية للعصر الذي كانت تستخدم به هذا العملات من خلال مادتها ووزنها.ومن العلامات التي تشير للآفاق التي تمتد إليها التجارة الاسلامية هي العثور على العملات المضروبة في عصر ما في البلاد المختلفة.ومن المصادر الهامة للباحثين في علم النميات الكتب الخاصة بالنقود الاسلامية، ومن أهمها: كتاب "الخراج" لأبي يوسف يعقوب بن ابراهيم (ت ١٨٢ هـ)، كتاب "فتوح البلدان" للبلاذري (ت ٢٧٩ هـ)، لكثرتها، وتنوعها، وتعود أشكالها.فأخرج العالم العراقي الأب أنستاس ماري الكرملي في سنة ١٩٣٩ كتابًا بعنوان: "النقود العربية وعلم النميات" وجمع فيه أهم ما كتبه المؤرخون العرب أمثال المقريزي في "إغاثة الأمة بكشف الغمة"، والبلاذري في "فتوح البلدان"،