حكت جدتي فقالت ان فلاحا طيبا نشيطا كان يربي في حقله دواجن واغناما يرعاها ويعنى بها ويقوم على شؤون زراعته ويحرسها كان ينغص عليه عيشته ذئب شرس يتسلل بين آونه وأخرى فيخطف من لحم الدجاج بعض الدواجن أو يغدر بشاة مبتعدة عن القطيع وكان من الحذر والمكر بحيث لم يقدر عليه كلب الحراسة المدرب الذي طالما تعقبه وكمن له فأفلت منه ولما اشتد غدر الذئب وكثر أذاه فكر الفلاح في حل جذري للقضاء على هذا الذئب الماكر وأعياه الحل فقد نجا الذئب من بندقية الفلاح كما أفلت من عصاه التي ترصده بها وكم راقب الذئب مكان الكلب فكان يأتي من جهة أخرى بعيدة لا يتوقعها أحد وهكذا حتى امتلأ قلب الفلاح وكلبه بالغيظ و انتظرا الساعة التي يقع فيها الذئب الشرس في مرمى الهدف.وفي يوم من الأيام مر بحقل الفلاح صيادون مهرة سلموا عليه فدعاهم للضيافة و أكرمهم و في أثناء الحديث شكا الفلاحما يعاني من الذئب الغدار وطلب منهم مساعدتهم فقال بعضهم الأمر هين والطرق كثيرة لاصطياده وقال أحدهم الأحسن أن ننصب له شركا ( مصيدة) يقع فيه وعندئذ ينتهي أمره.سر الفلاح حينما قام الصيادون إلى جانب من جوانب الحقل فحفروا فيه حفرة بطريقة معينة نصبوا فوقها شركا مخفيا لا ينتبه إليه أحد لإتقان صنعته ودقة تمويهه ووضعوا قطعا من اللحم والعظم فوقه فشكر الفلاح لهم صنيعهم كما شكروه بدورهم على حسن ضيافته واستقباله .وماهي إلا سويعات حتى جاء الذئب يتلصص يبحث عن غنيمة يقتنصها في غفلة من الفلاح وكلبه فساقته أقداره إلى مكان الشرك الذي عمي عنه وقال في نفسه لقد اقتنع الفلاح أنه لابد لي من طعام كل يوم فها هو يضعه لي اتقاء شري وإذن فقد وصل الفلاح الطيب إلى الحل المناسب فلا أريد أن أزعجه ولا يريد هو أن يزعجني وما إن اقترب من اللحم يحاول الأكل حتى وقع في المصيدة التي أحكمت الإطباق عليه فلم يستطع الحراك وجعل يعوي بصوت عال فلما سمعه الكلب أسرع إليه وكان عرف الفخ الذي نصبه صاحبه للذئب وعندئذ تأمله وهو يتوجع من الألم ويشتد عواؤه فلما بصر به الذئب أخذ يتوعده ويتهدده ويقول له إذا لم تخرجني من المصيدة فإنني سوف أنتقم منك وينالك شر عظيم مني وأنت تعرف أنني ذئب شرس فضحك الكلب الوفي وقال له لم أخف منك وأنت طليق فهل أخافك وأنت مقيد في الأغلال ؟ وسوف ترى صاحبي كيف سيأتي إليك ويجهز عليك وماهي إلا