وإنما حاول توضيح وتفسير آلية حدوث هذه العمليات ودورها في معالجة المعلومات وإنتاج السلوك. يرى نموذج معالجة المعلومات ان السلوك ليس مجرد مجموعة استجابات ترتبط بمثيرات تحدثها كما هو الحال عند المدرسة الارتباطية، وإنما هو بمثابة نتاج لسلسلة من العمليات المعرفية التي تتوسط بين استقبال هذا المثير وإنتاج الاستجابة المناسبة له. تهتم هذه النظرية بدراسة الذاكرة البشرية من خلال محاولات تفسير نسيان الارتباطات المتعلمة بين المثيرات والاستجابات وتوفر بشبه إجماع بين الباحثين على ان نسيان الارتباطات يعود إلى أثار التدخل بين الارتباطات التي يتم تعلمها في أوقات مختلفة وقد أيدت العديد من التجارب صدق هذا التفسير كما تؤيده خبرات الحياة اليومية، ولا تأبه هذه النظرية كثيراً بالمبادئ العامة للتطور المعرفي كتلك التي اقترحها بياجيه مقارنة باهتمامها بالخطوات أو النشطات العقلية المعنية التي تحدث وتعاد الحدوث باستمرار أثناء التفكير. فقد عرفها بعض العلماء مثل شابمان: بأنها أساليب معرفية تشر إلى فروق في استراتيجيات الأداء المميز للأفراد في الادراك والتفكير والتذكر وحل المشكلات والطريقة التي يستعملها الفرد في تفسير وتناول مثيرات البيئة. ويعرفها صادق أبو حط: بأن السلوك ليس مجرد مجموعة مرتبطة بشكل الى بمثيرات أنما هو نتاج زمن لتنفيذها وأن هذا الزمن يعتمد على طبيعة المعالجة المعرفية ونوعيتها.