‏ أما السفينة الحربية سلطانة فقد كانت من أهم قطع الإسطول العماني وقد أرسلت إلى ‏ميناء نيويورك عام 1840م تحمل هدايا للرئيس الإمريكي فان بورين . ‏ لقد سجل أحمد التجار الإمريكيين الذين زاروا زنجبار في بداية الثلاثينات من القرن ‏التاسع عشر مشاهدات وإنطباعاته عن تجربة السيد سعيد الذي وصل شرق إفريقيا على ‏رأس قوة تتألف من سفينة مزودة بأربعة وستين مدفعاً وثلاث فرقاطات مزود كل منها ‏بستة وثلاثين مدفعاً وسفينتين مزود كل منهما بأربعة عشر مدفعاً وحوالي مائمة مركب ‏نقل عليها ستة آلاف مقاتل وعلى الرغم من بعد الممتلكات العمانية في إفريقيا عن عمان ‏بأكثر من خمسة الآف ميل إلا أن الإسطول العماني من من القوة بحيث يحرس هذه ‏الممتلكات الشاسعة الممتدة بين بندر عباس إلى زنجبار , ‏ لقد أرسل السيد سعيد بن سلطان سفينته سلطانه إلى نيويورك تقل سفيره أحمد بن نعمان ‏الكعبي أول مبعوث عربي إلى الولايات المتحدة الإمريكية وقد زارت السفينة ذاتها لندن ‏عام 1824م تحمل السفير علي بن ناصر إلى الملكة فكتوريا . وفي منتصف القرن التاسع عشر كان ‏الإسطول العماني التجاري المسلح يتكون من مائة سفينة متعددة الحمولة مزود كل منها ‏ما بين عشرة مدافع إلى أربعة وسبعين مدفعاً إضافة إلى مئات المراكب التجارية ‏الصغيرة . ‏ لقد كانت الموانئ العمانية مهيأة لإستقبال أكبر السفن من الدول الصديقة التي ترتبط ‏معها عمان بعلاقات تجارية وتشير تقارير قناصل وقادة الأساطيل الاوروبية إلى ‏التسهيلات التي كانت تقدمها سلطات الموانئ العمانية إلى تلك الأساطيل وقد أثنوا جميعاً ‏على ما لاقوه من مساعدات وضيافة من قبل السيد سعيد وأولاده وممثليه . ‏ وعند وفاة السيد سعيد بن سلطان عام 1856م على ظهر السفينة فكتوريا قبالة شاطئ ‏سيشل كانت الإمبراطورية العمانية تمتلك أكبر إسطول تجاري وبحري في المنطقة ‏الممتدة ما بين الخليج العربي وجزيرة مدغشقر.