تولى الإمام محمد بن سعود الإمارة في الدرعية في عام 1139هـ محققاً المزيد من النفوذ والقوة والاتساع لها فواصل البناء الذي بدأه أسلافه منذ مانع المريدي مؤسس الدرعية، واستطاع أن يقود إمارة الدرعية إلى وضع جديد لتتحول فيه إلى دولة واسعة النفوذ تسيطر على معظم شبه الجزيرة العربية بسياساته ومواقفه وبعد توليه إمارة الدرعية بداية تأسيس الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية، ما يأتي: وإزالة أسباب الخلاف والنزاع مع البلدات المحيطة بها. وهو ما أضاف إليها مكانة اقتصادية خاصة. وضع نظام اقتصادي يساند إدارة الدولة بفرض بعض العوائد البيت المال المصرف على شؤون الدولة واستقرار المجتمع. وصف المؤرخون وضع وسط شبه الجزيرة العربية من الناحية السياسية والدينية قبل تأسيس الدولة السعودية الأولى. فالناحية السياسية تمثلت في تعدد الإمارات الصغيرة والتناحر بينها وفقدان الاستقرار، فقد وصف المؤرخ عثمان بن بشر هذه البلدان في نجد بأنها دويلات صغيرة جداً وكل بلدة أو عشيرة كانت بمنزلة دولة. واتسمت الناحية الدينية بانتشار البدع والخرافات مثل التوسل بغير الله وإشراك غيره في العبادة وضعف التوحيد. لذا كانت المنطقة بحاجة ماسة إلى دولة مركزية موحدة للتأمين الاستقرار ونشر العقيدة الصافية وتحقيق التطور للمجتمع في الجوانب الاقتصادية والعلمية والحضارية الجميع رعايا الدولة. أدرك الإمام محمد بن سعود الحاجة الماسة إلى تغير هذا الوضع السياسي والاقتصادي والديني والعمل لتأسيس الدولة التي يمكن أن تحقق ذلك. وأصبحت إمارة الدرعية مهيأة لقيام الدولة المركزية نتيجة لسياسة الإمام محمد ابن سعود في الجوانب الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وساعد على ذلك الاستقرار ونشأة المدن في منطقة وسط شبه الجزيرة العربية التي أدرك أهاليها ضرورة وجود الدولة المركزية التي تؤمن الاستقرار.