لعبت مدينة القيروان، أول مدينة إسلامية في أفريقيا، دورًا محوريًا في نشر الإسلام بالمغرب الأقصى والأندلس. عقب تعيين عقبة بن نافع عام 670م، تحولت القيروان لقاعدة عسكرية انطلقت منها الحملات، ثم بسط حسان بن النعمان سيطرته، قائضا على الروم و البربر، مُرسخاً الاستقرار. واصل موسى بن نصير الفتوحات من القيروان، مُسيطراً على المغرب الأقصى، ثم قاد طارق بن زياد فتح الأندلس عام 711م. شهد المجتمع الجديد اندماجًا بين السكان الأصليين (أفارقة وبربر) ووافدين (بيزنطيين، يهود، نصارى، وعجم)، ساهم في ذلك حسان بن النعمان وموسى بن نصير بسياسات إسلامية وتعليمية وإدماج اجتماعي، متجسدة في مشاركة البربر في الفتوحات وزواج العرب منهم، مما أدى إلى حضارة متعايشة سلميًا.