إنَّ الحَمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينهُ ونستهديهِ ونشكرُهُ ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنَا ومن سيئاتِ أعمالنا، مَن يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشْهَدُ أنَّ محمّدًا عبدُهُ ورَسولُهُ أيَّدَهُ اللهُ بالمعجزاتِ البالغاتِ والآياتِ والحُجَجِ الواضِحاتِ، وخَتَم بِهِ النُّبُوَّةَ والرّسالاتِ فَأَضاءَ بِنورِ رِسالَتِهِ ليْلَ الظُّلَمِ والظُّلُماتِ، فإنّي أُحِبُّكُمْ في اللهِ وأوصيكُم ونَفْسي بتقوَى اللهِ العليّ القديرِ، فوَاللهِ إنَّ دينَ الإسلامِ دينٌ عظيمٌ وإنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ لا يُخْلِفُهُ اللهُ تعالى، وإنَّ الكَيّسَ الفَطِنَ الذَّكِيَّ مَنْ تَمَسَّكَ بِتَعاليمِ هذا الدّينِ العَظيمِ وتَمَسَّكَ بالخِصالِ الحَميدَةِ وإنَّ الكَيّسَ الفَطِنَ الذَّكِيَّ مَنْ تَمَسَّكَ بِتَعاليمِ هذا الدّينِ العَظيمِ وتَمَسَّكَ بالخِصالِ الحَميدَةِ الطَّيّبةِ وثَبَتَ عليها إلى المماتِ. لِيَخْرُجَ الزَّوْجُ إلى زَوْجَتِهِ فيُخْبِرَهَا بِهذِهِ الخِصالِ الطَّيِبَةِ، ولِيَخْرُجَ الأبُ إلى ابنَتِهِ بِهَذِه الخِصالِ الطَّيبةِ، ولْنَأْخُذِ العَزيمَةَ والثَّباتَ والعِبْرَةَ مِنْ مَوْقِفِ ماشِطَةِ بنْتِ فرْعَوْنَ التي تَمَسَّكَتْ بِدينِ الإسلامِ وأَبَتْ أَنْ تَرْجِعَ عنِ الحَقّ فَقَتَلَهَا الظَّالِمُ الطَّاغِيَةُ فِرْعَوْنُ فَمَاتَتْ هِيَ وأوْلادُهَا شُهَداءَ، وبَعْدَ مِئاتِ السّنينِ لَمَّا أُسْرِيَ برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَمَّ رسولُ اللهِ منْ قَبْرِهَا رائِحَةً طَيّبَةً عَطِرَةً. اسْمَعوا إِخْوَةَ الإيمانِ، يعني تَزَيَّنَتْ لَهُ، فَوَقَعَ بها أيْ جَامَعَها، فَغَضِبَ وانْطَلَقَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأَخْبَرَهُ بِما كانَ فقَالَ لَهُ صلى الله عليه وسلم: « بارَكَ اللهُ لكُما في لَيْلَتِكُمَا ». فباللهِ عليْكُمْ هذا أَيْنَ يَحْصُلُ في هَذِهِ الأَيَّامِ ؟ مِنَ النّساءِ مَنْ يَكْفُرْنَ باللهِ عِنْدَ نزولِ المصيبةِ، ولَوْ نَظَرْنا إلى حَالِ كثيرٍ مِنَ الِنّسْوَةِ اليومَ، وذاتَ ليلَةٍ أرادَتْ أنْ تَتَوَضَّأَ لِصَلاةِ اللَّيلِ ثُمَّ تَزَحْلَقَتْ على دَرَجٍ فانْكَسَرَ ضِلَعَانِ مِنْ أَضْلاعِهَا ومَعَ ذَلِكَ تَكَلَّفَتْ وصَلَّتْ ثُمَّ نامَتْ فرَأَتِ الرَّسولَ وأبا بَكْرٍ وعُمَرَ مُقْبِلينَ مِنْ جِهَةِ الكَعْبَةِ، فجاءَ الرَّسولُ فَبَصَقَ على طَرَفِ رِدائِهِ وقالَ لَهَا « امْسَحي بِهِ عيْنَيْكِ » فأَخَذَتِ الرّداءَ فَمَسَحَتْ بِهِ عَيْنَيْها فَأَبْصَرَتْ ثُمَّ وَضَعَتْهُ على مَوْضِعِ الكَسْرِ فَتَعافَى بِإِذْنِ اللهِ تَعَالى. وبعد استيقاظها وجدت نفسها قد شفيت. ولا تَخْرُجَ مِنْ بيتِها إلا لِحاجةٍ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « وأقْرَبُ ما تكونُ المرأةُ مِنْ وجهِ ربّها إذا كانتْ في قَعْرِ بيتِهَا » أيْ أقرَبُ ما تكونُ المرأةُ منْ طاعةِ ربِّها إذا كانتْ في أسفلِ بيتِها. هذا القبرِ قبلَ موتِها رَضِيَ اللهُ عَنْها. ومنْ جُملَةِ الحاجاتِ أنْ تَخْرُجَ لِتُحَصّلَ القدْرَ الكافِيَ الضروري منْ علمِ الدّينِ. أَدَّتْ ما فَرَضَ اللهُ عليْهَا واجتَنَبَتْ ما حَرَّمَ اللهُ علَيْهَا.