علم حاول الشيخ شخبوط بين حين وآخر أن يغير مواقفه ويحقق التنمية، وعموماً فقد أمضى الشيخ زايد أكثر من عقد وهو يحاول أن يقوم وضعاً معوجاً يستحيل إصلاحه أصلاً، قبل أن يقبل واجبه المحتوم في نهاية المطار فيتولى مقاليد الحكم في أبوظبي في 6 آب / أغسطس 1966. ولكن لماذا قبل الشيخ زايد هذا التكليف في هذه المرحلة بالذات، ولم يقبله في مرحلة سابقة؟ لقد جاء انتقال السلطة في إمارة أبوظبي، كما هي الحال في دول مختلفة، بعد فترة من الإصلاحات الجزئية، إذ قبل الشيخ شخبوط تحت الحاج متواصل من الشيخ زايد وبتوجيه منه إجراء تغييرات وإصلاحات محدودة. وخلال الأعوام الأربعة التالية لعام 1962 الذي أبدى الشيخ شخبوط خلاله استعداده للتنحي عن الحكم، بدأ الحاكم يتجاوب بنشاط مع العديد من الأفكار والاقتراحات الخاصة بالتنمية. لذا فقد تعطل العديد من المشروعات الجديرة بالاهتمام ؛ وتكرر الأمر نفسه في مواقف مختلفة حيث عرفت أبوظبي العديد من المشروعات غير المكتملة، والتي ظلت أدلة صامتة على الطريق المسدود الذي وصل إليه في حين كاد مشروع تمديد خط أنابيب المياه من العين إلى الساحل يفشل بسبب عدم اتخاذ قرار بشأن تعيين المستشارين الضروريين لتنفيذ الأعمال المتعلقة بالتخطيط والمسح التمهيدي . وأن تكون قوة عسكرية نظامية فاعلة ومؤثرة وقادرة على أداء المهام نفسها التي كانت تقوم بها قوة كشافة ساحل عمان. وأعلن الحاكم أنه قد تم إبلاغه في البداية بأن الحكومة البريطانية ستتحمل تكلفة انتداب الضباط وكبار ضباط الصف، ومن الناحية العملية فإن معارضة الشيخ شخبوط المستميتة لإدخال الإصلاحات اللازمة للإمارة في السابق بدت أقل حدة من سياسته الجديدة في الإقدام على إدخال تحسينات كبرى، ثم التراجع بصورة لافتة للانتباه وغير مبررة عن كل الخطط والوعود التي قطعها على نفسه. كما تزايدت الاتصالات التجارية مع المجتمع الدولي، أما بالنسبة إلى الشيخ زايد وأولئك المحيطين به من المؤمنين بالتغييرات والإصلاحات إيماناً بل تعرض برنامج تحديث الإمارة برمته لمخاطر عديدة . والتنمية الاقتصادية، والوحدة الإقليمية ؛ فقد كان يؤمن إيماناً عميقاً بأن شعب إمارة أبوظبي بمجمله يجب أن ينعم بمستوى الحياة نفسه الذي كان يحظى به أهل العين في ظل سلطته منذ فترة طويلة. وفي حقيقة الأمر فإن الشيخ شخبوط قد توقف منذ فترة طويلة عن التدخل في أسلوب إدارة الشيخ زايد لمدينة العين. فكلما طال غيابه في العين تضاءلت الأنشطة التي تشهدها أبوظبي، كما لم يصدر تعليماته لإحضار المكاتبات الحكومية والمستندات لتصل إليه أثناء وجوده في العين ؛