قصة احيقار منذ اكتشاف النقوش والآثار الآرامية القديمة، عني الباحثون بدراستها وترجمتها وتحقيقها، وخاصة ما يتعلق بارامية الكتاب المقدس، وكان منهم كليرمون غانو - Clermont Ganneau الذي نشر مجموعة من تلك الوثائق الآرامية البابلية، كما اهتموا بالبرديات التي اكتشفت في جزيرة الفيلة بأسوان، فنشر سايس وكاولي وساخو ودريفر مجموعات كبيرة منها. وتنتمي لغة بردية أحيقار إلى الآرامية الرسمية التي تسمى "آرامية الفنتين"، وقد أطلقت هذه التسمية على لغة تلك البرديات، نسبة إلى جزيرة الفيلة (الفنتين) بأسوان في مصر العليا التي اكتشفت فيها تلك البرديات، وذلك تمييزاً لها عن غيرها من اللهجات الآرامية المصرية الأخرى. وقد اكتشف في هذه الجزيرة أكثر من ثمانين قطعة من أوراق البردي يرجع تاريخها إلى القرن الخامس ق. م، وهي تشتمل على مكاتبات وعقود زواج وبيع وقوائم وتواريخ وقصص أدبية كان من بينها قصة أحيقار . ويعود زمن كتابة هذه القصة على أوراق البردي إلى عهد المملكة الأخمينية في حكم الملك داريوس وأحشويرش، ٤٥٠ ق. حيث كانت اللغة الآرامية هي اللغة المستخدمة في المملكة وكانت هي اللغة المعروفة العدد ٢٢، ٢٠٠٥). ويؤكد ساخو ذلك أيضاً بقوله المؤكد أن القصة لم تكتب قبل عام ٤٠٠ ٤١٠٠ ق. م لأنها اكتشفت مع مجموعة من الوثائق المتشابه المكتوبة والمؤرخة والتي تنتمي العصر داريوس الثاني (٤٢٤. وقد اختلفت آراء الباحثين حول أصل القصة، فمنهم من يرى أنها بابلية، حيث كانت الكتابة الأولى باللغة البابلية، ثم ترجمت إلى الآرامية، ويستدل أصحاب هذا الرأي بالأسماء وألقاب الأشخاص التي وردت في القصة مثل سنحاريب وأسرحدون، ونادان ونابوسمك على أنها أسماء بابلية خالصة، بالإضافة إلى وجود تشابه في السمات بين أمثال أحيقار والأمثال التي كانت لدى البابليين. ويرى باحثون آخرون أنها من أصل أشوري وأن تلك الأسماء وألقاب الأشخاص الموجودة في القصة آشورية وهناك من جمع بين الرأيين السابقين وذهب إلى القول بأن القصة ذات أصل أشوري بابلي . ويرى البعض أن القصة آرامية الأصل مقتبسة عن رواية شفهية آشورية، ثم تناقلها بعد فترة قصيرة المتكلمون باللغة التي أصبحت لغة المملكة الفارسية الرسمية ووصلت مع الجالية الآرامية إلى جزيرة الفيلة، ومن ثم أصبح النص الآرامي أصلاً للروايات المتأخرة.