تُعرّف الأنثروبولوجيا الثقافية بأنها علم دراسة الإنسان كعضو في مجتمع ذي ثقافة خاصة، بما في ذلك قيمه، عاداته، نظامه، ولغته. تهتم بدراسة الثقافة الإنسانية، أساليب الحياة، والسلوكيات النابعة منها، سواءً في الشعوب القديمة أو المعاصرة. هدفها فهم الظاهرة الثقافية، عناصرها، عمليات التغيير والتمازج الثقافي، والخصائص المشتركة بين الثقافات، بالإضافة لدراسة المراحل التطورية للثقافات. تعتمد على التراث المكتوب والآثار، بالإضافة لدراسة الإنسان المعاصر ضمن إطاره الاجتماعي، متصلة بعلم اجتماع الثقافة الذي يحلل العلاقة بين أنماط الإنتاج الفكري والبنية الاجتماعية. تتضمن دراسة الأنثروبولوجيا الثقافية جانبين: دراسة متزامنة (في زمن واحد) ودراسة تتبعية أو تاريخية (عبر التاريخ)، حيث يُعنى علم الآثار بالدراسات التتبعية. ظهرت الأنثروبولوجيا الثقافية كفرع مستقل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بفضل جهود رواد مثل إدوارد تايلور. مرت بمراحل متعددة: مرحلة البدء (حتى نهاية القرن التاسع عشر) ركزت على رسم صورة عامة لتطور الثقافة، المرحلة التكوينية (1900-1915) ركزت على دراسة مجتمعات صغيرة، مرحلة الازدهار (1915-1930) شهدت كثرة البحوث والمناقشات، المرحلة التوسعية (1930-1940) شهدت اعتراف الجامعات بها، والمرحلة المعاصرة (منذ 1940) شهدت توسعًا عالميًا وظهور اتجاهات جديدة كالاتجاه القومي. تناولت الدراسات روادًا كتايلور، فريزر، ومالينوفسكي، كما غطت مواضيع متنوعة كالثقافة، الأنثروبولوجيا الاجتماعية والبيولوجية، اللغوية، الاقتصادية، السياسية، الطبية، دراسة الهوية، والأنثروبولوجيا التاريخية والبيئية والمعاصرة. تطرقت أيضًا إلى تأثير الثقافة على الشخصية، مستعرضة دراسات مارغريت ميد وروث بنديكت، بالإضافة لمناقشة مفهوم الثقافة والتحولات الاجتماعية، والتعريف بالهوية الثقافية ومكوناتها وأنواعها.