بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعدُ: فما هو الحل للخروج من الذل الذي أصاب المسلمين وسيطر عليهم أجمعين ألا من رحم رب العالمين، وهذه أسطر و رسالة موجزة فيها بيان منهج السلف في التغيير وبيان الداء والدواء وعلاجه على طريقة ومنهج أهل السنة والجماعة . الداء والدواء : فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم، الداء والدواء في حديث واحد جامع. فقد روى أبو داود وغيره في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عُمَرَ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ). أبو داود وصححه الألباني (٣٤٦٢). وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الجامع الداء والدواء، فإذا ارتكب الناس ما حرم الله وتركوا أمر الله عز وجل وركنوا إلى هذه الدنيا سلط الله عليهم ذلا، فالحل لمن يبحث عن الحل، التصفية والتربية : أولاً :التصفية حتى أصبحت مناهج قائمة لها رؤوس ودعاة واتباع بل ومدارس وجامعات وجمعيات وهيئات وأحزاب لذلك وجب على الدعاة تصفية هذا الدين مما علق به من البدع والشوائب وتصفيته كما يصفى الماء من الشوائب قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى :(ولكي ندلل على صحة ماندعو إليه في هذا المنهج نعود إلى آية في كتاب الله تدل على خطأ كثير ممن يخالفنا ونجزم به أن البداية تكون بالتصفية والتربية محمد: ٧]. ومن ذلك الإيمان بالغيب الذي جعله سبحانه وتعالى شرط على المؤمنين الأوّل الذين امنوا بالغيب فلابد قبل الشروع بالجهاد من تصحيح العقيدة وتربية النفس وإني لأعلم أن الأمر لا يسلم من معارضة لمنهجنا في التصفية والتربية فثمة من سيقول إن القيام بالتصفية والتربية يحتاج إلى سنين طويلة ولكني أقول ليس هذا هو المهم في الأمر بل المهم أن نبدأ بمعرفة ديننا أولاً ولا يهم بعد ذلك يطول الطريق أو يقصر ولا تكاد تجد أحد في المسلمين يقوم في هذا سوى دعاة الكتاب والسنة وأصحاب الحديث وأصحاب منهج السلف هم الذين يضعون النقط على الحروف فليس من طريق للخلاص من هذا الواقع الأليم الذي تعيشه الأمة سوى الكتاب والسنة وانتهاج التصفية والتربية في سبيل الرجوع إليهما. ثانياً: معنى التربية قال الشيخ الألباني في معنى التربية: تربية الجيل الناشئ على الإسلام المصفى- بعد التربية- من كل ما ذكرنا تربية صحيحة منذ نعومة أظفاره دون التأثر بالتربية الغربية الفاجرة. ثالثاً: ثمرة التصفية والتربية أيها المحب الغيور على الأمةالراغب في عزها و نصرهاوتمكينها، أنظر إلى منهج النبي كيف صفى عقائد الناس من الشرك والوثنية وكيف ربى الصحابة على صفاء العقيدة، ثم انظر بعد ذلك إلى النتائج وكيف مكنهم الله في الأرض وهذا مصداقاً لقول الله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. وإن من المؤسف حقاً أن الكثير من أصحاب الدعوات لا ينظرون إلى هذا المنهج الوسائل والأسباب الشرعية لتحقيق تلك الثمرات. شريط ٧٨٨ سلسلة الهدى والنور). رابعاً: شمولية التصفية والتربية ومعنى ذلك تصفية جميع شرائع الدين عقيدة وعبادة ومعاملات وتربية المسلمين على ذلك. قال تعالى {فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[البقرة٢٠٩] أما تصحيح الصلاة وغيرها من العبادات فهذه عندهم من القشور التي لايهتمون بها فنعوذ بالله من الخذلان. الجامع لأحكام القرآن ( ٨٥/٧). ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﺳﺮ ، ذكريات (٥/٦). قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى : أعجبتني كلمة لبعض المصلحين، وهي في يقول: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم،