فقد كانت قرطبة مقصدًا للعديد من طلبة العلم الأوروبيين. منها قصر دمشق الذي بنوه ليشابه قصورهم في بلاد الشام، ١] كما انتشرت المكتبات واشتهرت، وراجت الكتب في جميع أنحاء البلاد وكثر التأليف والمؤلفون، وكان يرسل المبعوثين إلى دمشق والقاهرة وحلب وبغداد والمدن الأخرى لشراء الكتب بأثمان عالية حتى استطاع أن يجمع نحو 400 ألف مجلد لمكتبته، كما انتشرت الحلقات التعليمية في أغلب جوامع الأندلس وبشكل خاص في المدن الرئيسية كقرطبة وطليطلة وإشبيلية، وكانت الحلقات التعليمية في عدد من الجوامع تجذب الطلاب المسلمين والمسيحيين على السواء، كما انتشر تعلّم الأوروبييين للغة العربية في عهد الأمويين لتحصيل العلوم العربية. ١] وقد تحدّث عدد من المؤرّخين عن شباب قصدوا طليطلة ليتعلموا الفلك، وكان منهم اليهود الذين تعلموا اللغة العربية وألفوا بها إلى كتبًا، فكانوا إلى جانب المستعربين وعدد من اللاتينيين الوسطاء في عملية نقل العلوم إلى أوروبّا.