إن العمل المهني والحرفي في المنظور التربوي الإسلامي شرف وواجب ديني واجتماعي، وعز ومنعة وحياة كريمة إذ لا بقاء للإنسان على الأرض إذا لم يزاول أسباب الكسب والمعاش، فجعل الإسلام قيام العبد على عمله وتحقيق كسبه عملا تعبديا يؤجر عليه كما يؤجر على سائر العبادات والقرباتومن أعظم الأدلة على مشروعية العمل المهني والحرفي مزاولة الأنبياء والمرسلين له، وفي هذا تربية بالقدوة الصالحة، كما بين النبي - صلى الله عليه وسلم - فضيلة الكسب من عمل اليد، فقال: ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده، (أخرجه البخاري (۲۰۷۲)وللعمل المهني والحرفي آثار متعددة على الفرد والوطن، ومن ذلكتحقيق الأمن والسلم الاجتماعي فهو وسيلة لتحقيق الأمن الاجتماعي، وحماية الوطن من المخاطر حين يوظف بما يخدم مقاصد العيش بأمن وسلام، وتحقيق الهدف الأسمى من الاقتصاد وهو حماية الوطن من المخاطر التي تهدد استقراره