ويشهد لهذا المعنى قولُ النَّبيِّ - صلى االله عليه وسلم - للذي قال له : وَلَدتِ امرأتي غُلاماً أسودَ : ( لعله نزعه عرق )(١ . ( وقوله: ( ثم يكون علقةً مثل ذلك ) يعني : أربعين يوماً ، والعلقة : قطعةٌ من دم . ( ثم يكون مضغةً مثلَ ذلك ) يعني : أربعين يوماً . والمضغة : قطعة من لحم . ويؤمر بأربع كلماتٍ : بكتبِ رزقِه وعملهِ وأجلهِ وشقيٌّ أو سعيد . في كلّ أربعين منها يكون في طَوْرٍ ، فيكون في الأربعين الأولى نطفةً ، وذكر هذه الأطوار الثلاثة : النُّطفة والعلقةَ والمضغة في مواضع متعددةٍ من القرآن ، وكان ابن عباس يقول : خُلِقَ ابنُ آدمَ مِنْ سبعٍ ، ثم قال : فهل يخلق أحد حتّى تجري فيه هذه الصفة ؟ وفي رواية عنه قال : وهل تموت نفس حتّى تمر على هذا الخلق(٢ (؟(٣ ( ورُوي عن رفاعة بن رافع قال : جلس إليَّ عمر وعليٌّ والزبير وسعد في نفر(٤ (مِنْ أصحابِ رسول االله - صلى االله عليه وسلم - ، فقالوا : لا بأس به ، فقال علي : لا تكون موؤدةً حتَّى تمرَّعلى التَّارات السَّبع : تكون سُلالةً من طين ،