لشاعر : لسان الدين بن خطيب ثم رجعت إلى مدينة لوشة واستقرت بها. فحل مكان أبيه في أمانة السر للوزير أبي الحسن بن الجيّاب. ولما قتل أبو الحجاج يوسف سنة 755 هـ وانتقل الملك إلى ولده الغني بالله محمد استمر الحاجب رضوان في رئاسة الوزارة وبقي ابن الخطيب وزيراً. فقتل الحاجب رضوان وأقصي الغني بالله الذي انتقل إلى المغرب الأقصى وتبعه ابن الخطيب وبعد عامين استعاد الغني بالله الملك وأعاد ابن الخطيب إلى منصبه وتعرف على علماء المغرب وأصحاب مناصبها كابن خلدون الحضرمي الإشبيلي وغيره وبدأ فيها يكتب بعض آثاره المنظومة والمنثورة. إذ كان يقلقه اهتمام الغني بالله به. ثم شعر ابن الخطيب بأنّ أعداءه، أخذوا يكيدون له عند الغني بالله، فاتّصل سرّاً بالسلطان المريني أبي فارس عبد العزيز بن أبي الحسن المريني، بناء على أمر السلطان المريني ابي فارس المريني فأجاز إلى سبتة في جمادى الآخرة من عام 773 هـ، وفي الشهر نفسه من السنة نفسها أرسل سلطان المغرب سفيره إلى غرناطة، وكان ابن الأحمر يتوق إلى الانتقام منه فبعث وزيره أبا عبد الله بن زمرك تلميذ الخطيب وخلفه في الوزارة ليعمل على تحقيق هذه الرغبة بالتعاون مع حكومة فاس ووجهت إلى ابن الخطيب التهم القديمة التي وجهت إليه في غرناطة وصاغها القاضي أبو الحسن في قرار اتهامه ورأي السلطان أحمد أن يعقد مجلسا من رجال الدولة والشورى واستدعى ابن الخطيب إليه لمناقشته ومواجهته بالتهم المنسوبة في حقه وأخصها تهمة الإلحاد استنادا إلى ما ورد في بعض كتاباته ولاسيما بعض آراء وعبارات وردت في كتابه «روضة التعريف بالحب الشريف» فدس عليه الوزير سليمان بن داود بعض من حاشيته فطرقوا سجنه ليلاً ومعهم بعض الخدم الأندلسيين الذين جاءوا مع سفراء بن الأحمر وقتلوه خنقًا في سجنه واخرجوا جثته في الغد ودفنت بالمقبرة الواقعة تجاه باب المحروق أحد ابواب فاس القديمة ثم أخرجت جثته في اليوم التالي وطرحت فوق القبر وأضرمت حولها النار فأحترق شعر الرأس، كناسة الدكان بعد انتقال السكان. كان والده كاتبًا يعمل في ديوان السلطان، ومن هؤلاء العلماء القاضي أبو بكر بن شيرين والأستاذ أبو علي عمر بن عثمان وغيرهم الكثير، فوُصف بأنه أبرع وأمهر كاتب أخرجته بلاد الأندلس في جميع عصورها، ولسان الدين بذلك كله يعد مؤلف عصره بلا منازع، دور لسان الدين بن خطيب السياسي فعندما توفي أبوه دُعي لأن يشغل منصب والده وزيرًا للسلطان يوسف بن الأحمر، الذي عمل فيما بعد على تعيينه سفيًرا وإرساله إلى عدد من الملوك كما أمنه على بيت مال المسلمين،