دخل الجيش العثماني بغداد في 30 كانون الأول 1534 أٌقام السلطان سليمان القانوني في بغداد أربعة أشهر عمل خلالها على طمأنينة السكان وتحقيق الاستقرار وتنظيم الإدارة والضرائب ، فقد أرسل محمد باشا إلى الموصل لتثبيت الحكم العثماني المباشر عليها ووافق على تعيين الشيخ راشد بن مغامس أمير البصرة العربي واليا عليها شريطة أن يكون تابعا لباشا بغداد ، ثم عين حاكم ديار بكر السابق سليمان الطويل اول والٍ عثماني في بغداد . سيطرت الدولة العثمانية على العراق عام 1534 وامتدت حتى عام 1920 عندما دخل العراق تحت الانتداب البريطاني بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى على يد بريطانيا وحلفائها، وبقي العراق تحت الحكم العثماني قرابة أربعة قرون عدا بعض السنوات التي اصبح فيها العراق تحت الحكم الصفوي من (عام 1623 حتى 1637 م ) لقد اخذت قرون من الصراعات السياسية والغزوات والحروب وعدم الاستقرار مأخذها من الشعب العراقي، ان تدمير واهمال نظم الري قد حدد الزراعة المستقرة على مناطق محددة، اكثر تلك المناطق تركيزا هي مابين النهرين شمال بغداد وحول البصرة في الجنوب. كانت التنظيمات الاجتماعية والولاءات الشخصية خارج المدن هي قبلية اساسا، حيث ان الكثير من الفلاحين المستقريين قد استعادوا روابطهم القبلية. ان فتح العراق وسوريا ومصر والحجاز في القرن السادس عشر كان قد وضع اكثر المدن الاسلامية قدسية، واهم طرق الحج ومراكز الخلافة القديمة تحت الحكم العثماني، مما دعم الدولة وجعلها تعلن امتلاكها القيادة العليا على العالم الاسلامي. ان السيطرة على طرق التجارة التي تمر من خلال البحر الاحمر والى اعالي نهري دجلة والفرات الى الاناضول وسوريا والبحر المتوسط كان عنصرا مهما في جهود السلطان لتامين التجارة بين الشرق والغرب ان تستمر بالتدفق ضمن اراضيه بالرغم من الطريق البحري الجديد الذي فتح حديثا حول افريقيا. ان فرض سليمان للحكم المباشر على العراق شملت بعض الوسائل العثمانية التقليدية مثل تعيين الحكام والقضاة وتركيز الانكشارية في مراكز المقاطعات، والامر بإجراء المسوحات التفصيلية للاملاك والاراضي. فقد كانت قليلة ماعدا في بعض المناطق في الشمال.