كان هناك رد فعل قوى على هذا النوع من النقد. وكان رد الفعل يرجع إلى عوامل متعددة. العلاقات الجمالية، وانطواء الفن الجميل على ذاته قد كشف السياقيون عن المتبادلة بين العمل الفنى وبين أشياء أخرى. وكثيرا ما كونوا يطمسون القيم الجمالية للعمل أو يتجاهلونها. وعلى ذلك فقد كان من الضرورى أن تنتقل حركة "الفن لأجل الفن" إلى الطرف المضاد للنظرية السياقية وفضلا عن لذلك فإن النظرية السياقية. غير أن هذه التصميمات ظلت مجرد تصميمات فحسب ولم يكن من الممكن تفسير الفن أو الفنان على أنهما مجرد نواتج للقوى النفسية والاجتماعية ذلك لأن العبقرية لا يمكن تفسيرها بنفس الطريقة التي تفسر بها الجاذبية. وكل من يخدعون أنفسهم فيعتقدون أنهم يضعون في أعمالهم أي شيء غير شخصياتهم إنما هم واقعون في أشد الأوهام بطلانا فحقيقة الأمر هي أننا لا نستطيع أبدا أن أنفسنا (۲) تخرج عن سواء منها السياقية والكلاسيكية الجديدة، فالقواعد أكثر جمودا وشكلية من أن يتأثر بها الناقد "الذاتي" الذي يستجيب للعمل الانفعالى والفن لا يمكن أن يحكم عليه بالقواعد). لا تفيد الناقد في شيء وهو يتحرر من القواعد فكل ما يريده الناقد هو نوع معين من المزاج، " وقد عرض أناتول فرانس هذا الفهم للنقد في مجال الأدب، وعرضه أوسكار وايلد وولتر باتر في مجال الأدب والفنون البصرية، وقد قال الأخير: إن وصف المرء لانطباعاته أفضل من النقد: وكل التحليل التكنيكي مقضى عليه بأن يكون عقيما فإن الأسئلة الرئيسية هي: فليس من الضروري أن يقتصر نقده على مـا هـو العمل : "إن جميع الكتب عامة، مـن حيـث مضمونها بالقياس إلى ما يضعه القاريء فيها" أو تفسيره للقارىء . ذاته وهو عادة نوع الى عقيم من النقد. ويكاد جميع النقاد الكبار يكون لهم طابع شخصي مميز. فمن المشكوك فيه أن تكون الانطباعية في ذاتها أساسا سليما للنقد. لوجدناها تخذلنا عادة. إن الانطباعية لا تضع حدودا لما يقوله الناقد ففى استطاعته أن يتحدث عن أي شيء وكل شيء ولو كنا ننشد تفسيرا لما هو متضمن في العمل، فالناقد الانطباعي لا يكون له فى كثير من الأحيان، وقد رأينا أن هذا يصدق على كل من النقدين الكلاسيكي الجديد والسياقي. الذي يشجع عمدا على الخروج عن الموضوع بل إنه يرحب به، لكان لنا أن نتوقع منه أن ينبئنا بشيء عن العمل، أما الانطباعية فهى تطرح جميع القواعد جانبا. كما يقول إن الناقد يمكن أن يشارك في نفس الانفعالات التي يعبر عنها العمل ) . والأهم من ذلك أن قادة الحركة الانطباعية ليسوا انطباعين تماما في ممارستهم العملية للنقد. ذلك لأن وايلد وأناتول فرانس، ولوميتر Lemaiter لم يكونوا يقتصرون فى انتقاداتهم للأعمال المعينة، على تسجيل مشاعرهم الشخصية بل كانوا أيضا يشرحون بناء العمل الفنى وطابعه التعبيري.