يتأثر الزمن باللغة تأثيرًا واضحًا، ففيه ثباتها وتغيرها. يُلاحظ هذا التبدل السريع في العلامات اللغوية، وهو ما دفع "دي سوسير" للقول بأنّ العلامة اللغوية ثابتة ومتغيرة في آن واحد، فهما مترابطان. يُعدّ التغيير تأثيرًا على الدال والمدلول، صوتيًا ومعنويًا، لكنّه لا يُغيّر العلاقة الجوهرية بينهما. يضرب "دي سوسير" أمثلة على ذلك بتغيّر كلمة (necare) اللاتينية إلى (noyer) الفرنسية، أو (dritteil) الألمانية القديمة إلى (drittel) الحديثة. و رغم استمرار الفكرة، إلا أنّ الدال تغير شكليًا ونحويًا. حتى الكلمة الإنجليزية (Foot) تغيرت صيغة جمعها من (Foti) إلى (Feet). فاللغة عاجزة عن مقاومة كل التغيرات، مما يُؤدي إلى تحوّل علاقة الدال والمدلول. بخلاف المؤسسات الاجتماعية، اللغة حرة في اختيار وسائلها، ويُشدّد (ويتني) على اعتباطيتها، لكنّه أغفل أنّ هذه الاعتباطية تُميزها كليًا. يُعارض "دي سوسير" رأي (ويتني)، مُشيرًا إلى أنّ اللغة آلية معقدة، دائمة التواجد مع جميع الأفراد، بخلاف المؤسسات الأخرى. كما أنّ اعتباطيتها تجعلها عرضة للتغيّر. تتطور اللغة بفعل عوامل متعددة، حتى اللغات الاصطناعية، فما إن تُستخدم من الجميع حتى تفلت من يد مبتكرها. فاللغة ظاهرة دلالية، مرتبطة بجمهورها. فغياب هذا الجمهور، كما في حالة شخص عاش وحيدًا، يُؤدي إلى عدم تغير لغته. وبالتالي، فإنّ الزمن هو المُساعد الرئيسي في تأثير مستخدمي اللغة عليها واستمرارها، مما يُؤدي حتمًا إلى التغيير.