شهدت منطقة بلاد الرافدين بزوغ العديد من الحضارات منذ القدم ومن أبرز هذه الحضارات السومريين والكلدانيين والاكاديين والبابليين. حيث اعتمد السومريون على استيراد خامات أساسية من عمان مثل الأحجار والنحاس واللبان، كما كانت عملية التجارة تتم برا عبر واحة ليوا وهجر إلى جنوب العراق أو عبر سواحل الخليج، وازدهرت العلاقات في العصر السومري زمن سرجون الأول الأكادي وحفيده نارام سن، زادت حاجة البابليين إلى سلع مجان والهند عبر سواحل عمان، وتنوعت وأصبحت تشمل سلعا كمالية مثل الأحجار الكريمة والعاج والجلود بجانب الاخشاب واللبان والبخور، بحيث تم أستيراد كميات من منتجات الهند من منطقة جوجيرات بوساطة تجار عمان، وأصبحت بابل مركزا مهما لتجميع تلك السلع والمنتجات. كما كانت عمليات التجارة بين عمان وجنوب العراق تتم عبر نظم تجارية ألتزم بها الجانبان، ثم عملية لتوزيع بين بقية مدن العراق القديم، وكثيرا ما قام التجار والوكلاء المحليون من العراق بمرافقة تجار عمان إلى موانئهم للإشراف بأنفسهم على عمليات الشحن وترتيب الصفقات. كما كانت لعمان إسهامات عديدة في نقل تأثيرات حضارية بين الطرفين الهندي والعراقي عبر رحلات سفنها، كما تشابهت أختام بلاد السند وجوجرات مع أختام بلاد سومر وبابل، وهو ما يدل على أوجه التشابه بينهما عبر عمليات التبادل التجاري الذي قامت به سفن عمان. وقد احتوت تشريعات حمورابي على جوانب تتعلق بأسعار السلع وأمن التجار وتحديد الموازين والمكاييل وراحة التجار والوكلاء وحرية التنقل وضمانات للصكوك والصفقات، ولذلك أزدهرت في زمنه تجارة عمان مع العراق.