لما كان الشباب هو القوة الفاعلة في المجتمع، وهو الطاق الفاعلة في أحداث العنف والإرهاب، فإنه لابد من إحداث تغيرات ضرورية في طريقة تكوينه ومعايير تشكيله وإعداده، والحرص على تزويده بالأفكار والقدرات والمهارات التي توفر له الاتساق مع روح وانطلاقاً من النظرة المعاصرة للطبيعة البشرية، بأنها طبيعة تتكامل عناصرها في وحدة لا تنفصم منظومة تتكامل عناصرها فتؤكد حيويتها المتميزة. وإذا جاز لنا أن نميز عناصر الذات الإنسانية، فإن وتعميق الفهم بطبيعة هذه الذات لا يؤدي الغرض منه إلا إذا حافظنا أثناء هذا التمييز على إدراك العنصر الذي نهتم به من خلال علاقته بالعناصر الأخرى وبالكل في ديناميته التي لا تتوقف. ومع وعينا بذلك يمكننا أن نلقى نظرة على مكونات الذات الإنسانية التي تنمو من خلال التعليم والتربية في نظام ثابت يؤكد نمو البعض في سني العمر الباكرة ويرجئ البعض إلى سني متأخرة، ويطلق نمو البعض الآخر بلا حدود هذا النظام وما يرتبط به من قوانين تحكم تكوين الذات الإنسانية ونموها،