دراسة رحيمة عيساني (2006): الآثار الاجتماعية والثقافية للعولمة الإعلامية على جمهور الفضائيات الأجنبية الشباب الجامعي بالجزائر أنموذجا. سعت هذه الدراسة إلى تحليل ظاهرة العولمة في تجلياتها الإعلامية الاتصالية، وأبرزها القنوات الفضائية وما تعرفه من قفزات نوعية على مستوى التكنولوجيات من تطورات، وكذلك على مستوى المضامين والمحتويات وما تحمله هذه المضامين من قيم وسلوكيات لها آثارها السلبية والإيجابية على حد سواء، وهي الإشكالية الأساسية التي اعتمدت عليها الدراسة والتي تمحورت في التساؤلات التالية: ما عولمة الإعلام والاتصال، وما أبعادها ووسائلها لاكتساح المجتمعات وتنميط الثقافات المحلية في بوتقة الثقافة العالمية؟ وما هي الآثار التي أحدثتها وتحدثها عولمة الإعلام والاتصال في مجتمعات متذبذة بين الظاهرة قبولا ورفضا ؟ وتحديد نوعية الآثار الاجتماعية والثقافية للظاهرة في تجلياتها الإعلامية والاتصالية؟ وما هي الآثار الثقافية والاجتماعية المحتملة لبرامج القنوات الفضائية على الشباب الجزائري؟ وما عوامل حدوث هذه التأثيرات ؟ وكيف يمكن مواجهتها والتصدي لها اجتماعيا وثقافيا ؟ وهدفت الدراسة إلى التعرف على محاولة التأصيل النظري لعولمة الإعلام والاتصال، خاصة ونحن نلاحظ شح الكتابات والبحوث والدراسات في هذا المجال من مجالات العولمة. مع أنه الأكثر أثرا في منظوماتنا الاجتماعية والثقافية والإعلامية تدعيم المكتبة الإعلامية العربية ببحوث نظرية وميدانية، وإن اقتصرت على الجانب الإعلامي والاتصالي. في كيفية اختيار العينة على طريقة العينة متعددة المراحل العنقودية وهي التي يتم اختيار مفرداتها على أكثر من مرحلة فيتم اختيار وحدات العينة من المجموع الكلي لوحدات المجتمع على أن يقسم المجتمع الكلي أولا إلى مجموعة من الوحدات، وهي وحدات ابتدائية تختار منها عينة، وهذه هي المرحلة الأولى ثم يعاد تقسيم الوحدات الابتدائية في العينة التي اختيرت إلى وحدات ثانوية نختار من بينها عينة جديدة، من هذا المنطلق تم اختيار عينة الدراسة على خمسة مراحل، وقد تم اختيار العينة في المراحل الثلاثة الأولى بطريقة العينة العشوائية البسيطة . وقد أجريت هذه الدراسة على عينة متكونة من 745 فرد من الشباب الجامعي بالجزائر . وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: يشاهد أغلب أفراد العينة الفضائيات الأجنبية يوميا ولمدة زمنية طويلة، ومن أجل الاطلاع على الأخبار العالمية وزيادة المعارف والمعلومات وتقلصت مساحة مشاهدة القناة المحلية لصالح القنوات الأجنبية. ويعتقد أغلب أفراد العينة أنّ الآثار التي أحدثتها الفضائيات الأجنبية إيجابية وسلبية معا، منها الإيجابية وتتمثل في التعرف على العالم الخارجي، وزيادة المعلومات في شتى المجالات وتنمية المهارات العلمية والعملية، والإطلاع على الثقافات والحضارات الأخرى، والعمل على تمجيد الثقافة الغربية، وينظر أفراد العينة إلى العادات والتقاليد الغربية نظرة سلبية، وهناك انتشار واضح للثقافة الاستهلاكية بين أفراد العينة، ويرجع أغلب المبحوثين أسباب تأثير الفضائيات الأجنبية إلى تمتع هذه القنوات بالتكنولوجيا العالية، وتلبيتها لاحتياجات كل الفئات خاصة الشباب في مقابل ضعف الإنتاج الإعلامي في القنوات المحلية،