السياق التاريخي للخدمة الاجتماعية الإكلينيكية يعد إيدث أبوت أول من استخدم مصطلح الخدمة الاجتماعية الإكلينيكية وذلك في عام 1931م، ولكن البداية الحقيقية للخدمة الاجتماعية الإكلينيكية تعود إلى منتصف الستينيات الميلادية، فرد وجماعة وتنظيم مجتمع. الأمر الذي أدى في مجمله إلى أن تصبح التوجهات النظرية انتقائية من ناحية، وأصبح هناك تركيز وتقبل أكثر لمصطلحات ومفاهيم الأنساق والأنساق الإيكولوجية من ناحية أخرى ولقد تزامن هذا التركيز والتقبل للأنساق ومصطلحاتها مع الدعوة إلى ربط النظرية بالممارسة التي تبنتها الجمعية الوطنية الأمريكية للأخصائيين الاجتماعيين ومجلس نعليم الخدمة الاجتماعية الأمريكية وبدأ الكثير من الأساتذة والكتاب في حقل الخدمة الاجتماعية بالتركيز ال ( 2 ) تكامل طرق الخدمة الاجتماعية، وأن الممارسين المهنيين يجب أن يكونوا قادرين على الممارسة مع الأفراد والجماعات والأسر على حد سواء وبطريقة طبيعية وتلقائية, ولكن شهدت فترة نهاية الستينيات وبداية السبعينيات نكسة في هذا الاتجاه العام المتزايد الذي كان يمثل تطوراً طبيعياً ونمواً صحياً للمهنة. ولقد قللت هذه الأمور كلها من التركيز على الممارسة المباشرة وتحول الدعم والاهتمام -مرحليا وجزئيا - للمجتمعات المحلية والسياسات الاجتماعية والمشكلات الاجتماعية التي يواجهها المجتمع في ذلك الوقت وانعكس هذا الاتجاه العام على المؤسسة المهنية ومن خلالها قل الاهتمام بالممارسة المباشرة وتوجهت الطاقات والاهتمامات والمصادر المتاحة انذاك لمساندة الاضطرابات والحركات السياسية، حتى لم يعد لخدمة الفرد وخدمة الجماعة -كنموذجين سائدين آنذاك للممارسة المباشرة- دور فعال داخل المؤسسة المهنية، وهكذا أصبح الخلاف بين الممارسة من خلال الأنساق الصغرى والممارسة من خلال الأنساق الكبرى فلقد انتقد المهتمون بالممارسة من خلال الأنساق الكبرى، الممارسة كما انتقدت الممارسة المباشرة -ولا سيما خدمة الفرد - أنها غير فعالة، وتبعها مقال فيشر الشهير "هل خدمة الفرد فعالة؟" كل هذه الأمور شكلت تحدياً كبيراً لأنصار الممارسة المباشرة. وتزامنت هذه الأحداث مع الحاجة للمزيد من الأخصائيين الاجتماعيين انذاك، مما جعل مجلس تعليم الخدمة الاجتماعية يفتتح العديد من برامج البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، وقامت المنظمة المهنية بمنح خريجي البكالوريوس عضويتها (كانت عضوية المنظمة المهنية قاصرة على من يحمل ماجستير ودكتوراة في الخدمة الاجتماعية). مما حمل الكثير منهم على التنازل عن عضويتهم في المنظمة المهنية، وافتتاح مراكز ومكاتب علاجية خاصة بهم، وتنظيم أول جمعية للأخصائيين الاجتماعيين الإكلينيكيين في كاليفورنيا. وتبع هذه الجمعية جمعيات أخرى كثيرة في ولايات أخرى، مما أدى بدوره إلى إنشاء منظمة فدرالية للأخصائيين الاجتماعيين الإكلينيكيين، تلاها أول دورية للخدمة الاجتماعية الإكلينيكية. وكان الأخصائيون الاجتماعيون الإكلينيكيون عاقدي العزم على الرقي بمستوى الممارسة المباشرة، D. C في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ضرورة اتخاذ إجراء لاحتواء الانشقاق في صفوف العاملين في المهنة. فكان أن قامت المنظمة المهنية في عام 1974م بحركة تنم عن اعتراف بالخدمة الاجتماعية الإكلينيكية وذلك بإنشاء سجل وطني للأخصائيين الاجتماعيين الإكلينيكيين National register of clinical social workers.