مقدمة توجت الضغوط الاستعمارية باحتلال المغرب رسميا سنة 1912 بموجب معاهدة الحماية، ثم عملت سلطات الاحتلال على استغلال ما يزخر به المغرب من خيرات مما أدى إلى بروز المقاومة المسلحة ضد الاستعمار الغاشم وبناء على ما تقدم، يحق لنا أن نتساءل عن الظروف الممهدة لقرض نظام الحماية على المغرب، وعن الأجهزة التي اعتمد عليها الاستعمار الفرض وجوده وعن مظاهر وانعكاسات الاستغلال الاستعماري على الاقتصاد والمجتمع المغربي ؟ -1 ظروف فرض الحماية في المغرب : 1 - أدت ظروف داخلية وخارجية إلى فرض الحماية الأجنبية على المغرب : مواجهة السلطان المولى عبد العزيز (1908 1894) لعدة مشاكل منها: أزمة مالية حادة تمثلت في إفراغ خزينة الدولة وإثقال كاهلها بالديون تمرد وثورة العديد من القبائل المغربية عقد فرنسا الصفقات استعمارية مع كل من إيطاليا وبريطانيا مما أثار معارضة المانيا التي أرسلت إمبراطورها غيوم الثاني إلى مدينة طنجة، «محاولة السلطان المولى عبد العزيز تطبيق مقتضيات مؤتمر الجزيرة الخضراء، وقيام علماء فاس بإبعاده سنة 1908 وتعيين مكانه أخيه المولى عبد الحفيظ ( 19121908) . غير أن هذا الأخير لم يستطع بدوره التصدي للأطماع الأجنبية. وسعي إسبانيا سنة 1909 لنشر نفوذها في الريف انطلاقا من مليلية وإرسال المانيا بارجة حربية إلى ميناء أكادير، الشيء الذي دفع فرنسا إلى التنازل عن جزء من الكونغو لصالح ألمانيا سنة 1911. وكنتيجة لكل ما تقدم، تم التوقيع على معاهدة الحماية يوم 30 مارس 1912 بفاس والتي نصت على قيام