لعل مفهوم العجائبي من المفاهيم الحديثة نسبيا ؛ وتأخرت ترجمته إلى العربية حتى سنة ١٩٩٣ حيث ترجمه كاملاً الصديق بوعلام الأمر الذي جعل هذا المفهوم عائما وملتبسا بغيره من المصطلحات والمفاهيم، والدليل على ذلك هو كتاب تودوروف نفسه الذي أرسى من خلاله مفهوم العجائبي، إذ اتكأ فيه على الموروث الشرقي القديم لا سيما العربي منه، ومن هنا ليس من المستغرب أن يتجلى مفهوم العجائبي في "رسالة الغفران" التي ألفها أبو العلاء المعري بين عامي ٤٢٢ - ٤٢٤ هـ /۱۰۳۱ - ۱۰۳۳ م ؛ أي قبل ما يقارب ١٠٠٠ سنة على ظهور المفهوم ظهوراً منهجيا على يدي تودوروف وعلى الرغم من وجود عدة دراسات تناولت "رسالة الغفران بالدرس والتحليل وبعضها تعرض المفهوم العجائبي، لم أجد - في حدود علمي دراسة خاصة أفردت لتقصي مفهوم العجائبي فيها، الأمر الذي يدعو إلى تناول هذا المفهوم، وهو ما يجعله ينتمي إلى النصوص المفتوحة التي تتسم بسمة الخلود. فاختلاف الثقافة والمعتقد والانتماء قد يفضي إلى اختلاف في تلقي النص على المستوى العجائبي، وربما تخرجه من العجائبية إلى الخرافة أو الأسطورة أو الغرابة ونحوها. وهما :