البنية السردية في الرواية السعودية ( دراسة فنية لنماذج من الرواية السعودية) تناولت الباحثة في هذه الرسالة آليات الخطاب السردي ، وأدبية النص السردي ، وهذان هما المكونان الرئيسان للبنية السردية في الرواية . وعرضت الباحثة قبل تفصيل الحديث عن مكونات البنية السردية لمفهوم البنية السردية ، وقدمت لمحة عن الرواية السعودية ونماذجها الفنية تبعاً لمراحل تطورها واتجاهات موضوعاتها . ثم تحدثت الباحثة في الباب الأول : " آليات الخطاب السردي " عن بنية الزمن السردي وبنية الراوي ، وقسمت كلا منهما إلى مباحث تناولت فيها آليات الزمن السردي من استرجاع واستشراف وابطاء وتسريع ، أما الفصل الثاني ( بنية الراوي ) فتناولت فيه أنواع الراوي ، وعلاقة الراوي بالشخصيات والمسرود له ( أنواعه وصوره ) باختيار نماذج فنية من الروايات السعودية للتطبيق مع عرض لأبرزها ملخصا في الهامش. أما الباب الثاني فعرض لأدبية النص السردي من زاويتين هما : الاتجاهات الأدبية وبنية التناص وتناص البنى السردية. وتتبع الفصل الأول من هذا الباب أبرز الأنواع الأدبية في الرواية السعودية ، فظهر هناك الاتجاه العاطفي والاتجاه الواقعي مهيمنين على باقي الاتجاهات الأدبية ، كما ظهرت اتجاهات أدبية متنوعة في الروايات السعودية المعاصرة، والواقعي العجائبي منطلقا من أسطرة الواقع والتعالق النصي مع الحكايات الشعبية. وعرض الفصل الثاني للتناص الذي تشكل في الروايات السعودية حتى أصبح ظاهرة بارزة ، وتجلى ذلك في ثلاثة أنواع رئيسة للتناص في الرواية السعودية وهي : بنى التناص الخارجي المفتوح والتناص الذاتي والتناص الداخلي ( تناص البنى السردية ) . وخلصت الباحثة من رحلتها البحثية في البنية السردية في الرواية السعودية إلى مجموعة من النتائج العامة والخاصة بكل فصل أوجزتها في خاتمة البحث . وكان من أبرزها : أن البدايات الفنية للرواية السعودية حققت تماسكاً في بنيتها السردية مما يجعل بداياتها الأنضج بين بدايات دول العالم . كما كشفت الدراسة أيضا أن كثيراً من الروايات السعودية الحديثة كانت دون المستوى الفني الجيد ، ومع ذلك حققت انتشاراً كبيراً ، مما يجعل مهمة الناقد أكثر أهمية في تقويم الأعمال الجديدة. بالإضافة إلى أن الرواية السعودية على الرغم من قصر ما مضى من عمرها، تتطور بشكل سريع : مما ولد اتجاهات أدبية متنوعة وأساليب سردية متعددة قد تجتمع في مرحلة زمنية واحدة من مراحل تطورها، فظهر فيها : ( الواقعي، والعجائبي) و(البنية التقليدية ، فلا ينقرض شكل ليحل محله شكل آخر،