أخذ الأستاذ عبد الحمید حاجیات على عاتقه دراسة تاریخ الجزائر وكتابته، وكانت رغبته الطبیعیة معالجة هذا التاریخ بموضوعیة ومنهجیة، لقد كانت كتابات عبد الحمید حاجیات والتي وضع فیها خلاصة فكره، وتجاربه المتنوعة عاملا لا فقد بحث في تاریخ المغرب الإسلامي بنظرة ثاقبة وفكر مجتهد واستقراء یقوم منهج الأستاذ عبد الحمید حاجیات في الكتابة التاریخیة على الاجتهاد والمثابرة في البحث وحب المادة التاریخیة، وفي هذا الصدد ذكر في إحدى مناقشته لأطروحة دكتوراه : "حب المعرفة والصبر على تحصیلها والجد والمثابرة في البحث والعمل، المصادر أو غموض الوقائع والحقائق التاریخیة واضطرابها عائقا أمام رغبته الجامحة في البحث عن الحقیقة" . ویرى أستاذنا أنه لا یجوز للمؤرخ أن یقف إلى تفضیل طرف الشاهد عن الحدث التاریخي على الطرف الأخر، لأن ذلك من شأنه أن یفقده رسالته الأساسیة كباحث تاریخي. كما أشار إلى "عدم التحیز والحكم . ". ومن ناحیة أخرى، أستاذنا على أهمیة حس المؤرخ بالمسؤولیة، والتواضع تجاه العمل الذي یقوم به، والابتعاد عن حب الشهرة والظهور، بدلا من الكتابة من أجل اقتناء الألقاب والمناصب، حیث ینبغي للمؤرخین أن یتمتعوا بعقل واعي ومنظم، وأن یكونوا حذرینبدلاً من مهاجمة الآخرین أو العثور على أخطاء في الآخرین، ویجب أن تكون أسالیب التعامل معهم واضحة لهم. ودعا إلى الاهتمام بالمخطوطة قائلا: "ان الاهتمام بتحقیق المخطوطات هو واجب علمي . على أن أستاذنا یرى بأن الكتابة التاریخیة یجب أن تبتعد عن الغلو و المبالغة في المدح أو الذم و استبعاد كل ما هو من باب العجائب و الخوارق في الكتابة حتى لا تصبح مملة. وقد دعا مؤرخنا إلى ضرورة المخطوطات في كتابة التاریخ الإسلامي في العصور الوسطى، وبدون تاریخ مكتوب لا یوجد تاریخ، وكان یتلوها كثیرً ا أثناء المناقشات مع الطلاب وإ لقاء محاضراته علیهم. التاریخ بالنسبة لأستاذنا لیس مجرد نقل الأحداث السیاسیة وسیر الملوك والسلاطین، بل هو تصویر للمساعي الاجتماعیة والاقتصادیة والعمرانیة، بما في