ولتحقيق غايته، يقوم بالتسليم بجميع الأخطاء التي يوردها الخصوم في سبيل أن يعود هذا الفريق - في حالة من مراجعة الضمير - إلى تقبل ما يسميه فريق الأصدقاء ، فضائل دون محاولة إحصائية كالتي حاولها الآمدي، وإنما المهم عنده هو أن يوصل الفريقين إلى الاعتراف بكفتي الميزان على نحو من التقارب دون انتفاء إحداهما. وتقدير الشيء على مثاله. وبإسقاط ذلك على شعر المتنبي، والبحث عن نظير لها في الشعر العربي السابق كله، لينتهي إلى تثبيت هذه القضية أو نفيها استنادًا إلى إثبات القضية أو نفيها في الشعر السابق، وقد بنى الجرجاني الوساطة كلها على هذا المنهج سوى ما ورد في باب "ما عاب العلماء على أبي الطيب". ويهدف الجرجاني من اعتماد هذا النموذج إلى استجلاء المعايير الشعرية العربية، ووضع المتنبي في مكانه في الشعرية العربية الحقيقية، وهو منهج واضح في شعرية المتنبي، لا في تفضيله على شاعر آخر. حتى يصبح شعر واحد