لقد سبق أن أشرنا إلى بعض نظريات جيورج فلهلم فريدريـخ هيجل ولكننا حريون الآن بأن نلقي نظرة على محمل آرائه قبـل أن ننتقل إلى دراسة آراء مدرسة الماديين، زعزعوا الثقة في قيمة فلسفة التاريخ عند هيجل. وواضح أن هيجل سابق على رانكة فقد ولد هيجل سنة ١٧٧٠، وولد رانکه بعد ذلك بخمس وعشرين سنة ولكنه نشأ على أي حال في جو مشبع بالهيجيلية التي ظلت تسيطر بقوة على الفكر الأوربى حتى تمكن الماديون من زحزحتها عن مكان الصدارة في عالم الفكر الأوربي. يعتبر هيجل في جملة المثاليين الذين يقولون إن الفكر أو الفكرة أساس كل ما هو والثورة الفرنسية عنده قامت بسبب آراء المفكرين الفرنسيين في عصر الناس أفكارا يؤمنون بها ويتحركون إلى العمل وهكذا. وفي الفرنسية Esprit ولكن هيجل كان يعني به العقل أو الفكر ولكنه ليس العقل أو الفكر الإنسانيين العاديين وإنما هو العقل الأعلى الذي يوجه الكون، وهو يرى في المسيحية أو روح