اللغة العربية معجزة اللغات: فلبت حاجات الإنسان العربي في مختلف مظاهر حياته، من التواصل بين الأفراد إلى التعبير بالكلام الفني الرفيع الذي يبلغ المرتبة العليا في الجودة والبلاغة والإتقان. وحرص يبلغ درجة التقديس لارتباطها الوثيق بكتاب الله، وهي مع ذلك معتدلة الكلمات أكثر ألفاظها على ثلاثة أحرف". لغة القرآن الكريم، ویری أ. لغة الإسلام الذي اعتنقوه ، ومعلوم بالعقل" فمع تراجع المسلمين عامة والعرب خاصةً سياسياً واقتصادياً وحضارياً تراجعت مكانة العربية وصار ينظر إليها البعض مع الدين الذي تمثله أنها من ميراث مرحلة تاريخية حملت الهزائم للأمة، ولا يحصل البيان الكامل لمراد الله سبحانه وتعالى إلا بها، وواقعة دونه" اللغة العربية من الدين (3). ولهذا السبب يقول الإمام مالك (ت 179ه)" لا أُوتَى برجلٍ غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالا"(4). وقد وعى عدد من فلاسفة الغرب هذه الحقيقة فقال الشاعر وروحه تكمن في لغة الآباء والأجداد"(1). وإن ضاعت لغته الأم ضاع كل ما تحمله من الفكر والرؤية والتاريخ والفلسفة، قال أحد المبشرين ويُدعى تكلي: "يجب أن نشجّع إنشاء المدارس، وكذلك أدركت فرنسا قديما أهمية لغتها القومية فأصدرت الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1994م قرارا ينص على عدم السماح بعقد المؤتمرات العلمية المتحدثة بالإنكليزية على الأرض الفرنسية، الصراع مع العامية: ولذلك كانت لغتنا الفصحى وما زالت محط سهام الأعداء، فدعوا إلى العزوف عن الفصحى وإحلال العاميات لتتخذ كل منطقة لغة تفصل بين الأشقاء، أو الطاغية عليها من كل جانب(1). ياسين جمول أن "الدعوة إلى العامية واحدة من المعارك التي شنها على الأمة أعداؤها، فإن عجزوا عن محاربة القرآن مباشرة لجؤوا إلى حربه بمحاربة لغته العربية، فلاتشغلنا الدعوة إلى العامية عن معاركهم الأخرى ضد اللغة العربية، اللغة العربية ووسائل الإعلام والاتصال الاجتماعي: وهي قاسم مشترك أعظم في كل فروع المعرفة والثقافة والصناعة والتجارة والعلوم البحتة والعلوم الاجتماعية والإنسانية والفنــــــون والآداب " (1). كما أسهمت وسائل الإعلام الهادفة في نشر اللغة الفصيحة إضافة إلى أن اللغة وكذلك نجد أن وسائل التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها قد كسرت حواجز العزلة واتخذت لنفسها لهجة عامة مشتركة زادت من التقارب بين العرب على اختلاف بلدانهم ولهجاتهم، ومحاولة ترسيخ الأخطاء النطقية التي تحوّر الكلمات والحروف العربية، اللغة العربية في وجه التحديات: فاللغة العربية كما يذكر الرافعي كالكائن الحي تنمو من باطنها بما أُتيح لها من عوامل نموها المستمر مع بقائها متميزة في أصلها ، سبل النهضة بلغتنا: والسؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف يمكن استعادة مكانة العربية في النفوس والتفاعل مع حركة الحياة وتجاوز مشكلة غربة اللغة العربية؟ يجيب . فما لم نحترمها نحن لن يحترمها غيرُنا وإن أسقطناها من فكرنا ولساننا فلن يرفعها أحد،