-نظرية الادب والتاريخ والنقد التطبيق يسبق التنظير، هذه القاعدة البدهية في العلوم الطبيعية صحيحة أيضًا في العلوم الإنسانية، فلا يمكن عمليا وضع النظرية قبل إجراء البحث في الوقائع والظواهر سواء أكانت طبيعية أم اجتماعية.نظرية الأدب والتاريخ والنقد- هذه الوقائع أو الظواهر في الأدب هي الأعمال الأدبية، وهي مادة ترتبط بالإنسان المرسل والمستقبل، وبالظروف الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تحيط بالاثنين: الأول من جهة الإبداع،ولا شك في أن عملية الإبداع معقدة جدا، وفردية، لا يمكن أن توضع فيها قوانين عامة تنطبق على كل الحالات، وإنما فيها قوانين عامة تنبع من أن المبدع إنسان، في الوقت نفسه، فيما يتعلق بالتلقي.- كل هذا يجب أن يدرس على مستوى العمل الأدبي الواحد أو الأعمال الكاملة لأديب واحد، وعندما تتكرر العملية ذاتها إزاء كل الأعمال الأدبية ومبدعيها في مجتمع ما في فترة زمنية معينة فإن دراسة الأدب تكون قد اكتملت.وعلى الرغم من تعدد الآراء في أسبقية كل من النقد أو التاريخ على الآخر، فإننا نعتقد أن التاريخ هو الأول، إذ لا بد من تحقيق النص ووضعه في إطاره الزماني والمكاني،