فإذا ارتفعت هذه الأفهام إلى مستوى الأحداث وأدركت مقتضيات العصر، فستجد أنّ الإسلام من أشد أعوانها على التغلب على كل التحديات. فالإسلام دين للحياة بكل معنى الكلمة، فإنّها ستكون أيضاً قاصرة عن فهم طبيعة التعاليم الإسلامية، وهذه الأفهام السقيمة هي التي تجمد الإسلام، ومن ثمّ تكون أخطر على الإسلام من أي تحديات خارجية. وينبغي على المسلمين أن يدركوا أنهم إذا أرادوا لأنفسهم الحياة، فإنه ليس أمامهم – في القرن الحادي والعشرين – خيار آخر غير خيار العلم والتقدم والحضارة، وأي طريق آخر سيستمر في جذبهم إلى التخلف والجمود، وينتهي بهم إلى أن تتجاوزهم الأحداث وينساهم التاريخ. ولم يكن الإسلام – ولن يكون – سبباً في تعطيل مسيرة التقدم في العالم الإسلامي على جميع المستويات. ومن هنا يمكن القول بأنّ الإسلام مؤهل بكل المقاييس لمواجهة تحديات العصر الحديث، ومؤهل للتعاون باستمرار مع كل القوى المحبة للسلام والتقدم في العالم من أجل خير الإنسان وسعادته في كل زمان ومكان. وأنّ العدوان على نفس واحدة يعد عدواناً على البشرية كلها وليس على طائفة معيّنة أو حضارة بعينها. فإنّ التصور الإسلامي أوسع دائرة وأرحب أفقاً وأعمق في إنسانيته من تلك التصورات العنصرية التي تسعى إلى إعلاء شأن حضارة ما على غيرها من الحضارات والثقافات.