تُظهر العلاقة الوثيقة بين الفلسفة والعلوم الأخرى دور الفلسفة كركيزة نظرية ومفاهيمية لفهم الظواهر وتطوير المعرفة. فمع العلوم الطبيعية، تُعنى الفلسفة بمبادئها الأساسية كمفاهيم السببية والقوانين والنظريات العلمية، كما تُحلل الفلسفة العلمية (الإبستيمولوجيا) منهجيات البحث العلمي وصحة النظريات. أما مع العلوم الإنسانية، فتتناول الفلسفة قضايا القيم والأخلاق والسياسة، مُحللةً مفاهيم الحرية والعدالة والتطور الاجتماعي. في الرياضيات، تُساعد الفلسفة في فهم مفاهيم أساسية كالعَدَد واللانهاية والمنطق، مُعتبرةً الرياضيات منهجًا استدلاليًا لتحليل الواقع. وفي الطب، تساهم الفلسفة في تطوير أخلاقياته، مُناقشةً قضايا الإجهاض والتبرع بالأعضاء والبحث العلمي، بالإضافة لطبيعة الصحة والمرض ومعنى جودة الحياة. وأخيرًا، تُناقش الفلسفة القضايا الأخلاقية والاجتماعية الناتجة عن التقدم التكنولوجي، مُدرِسةً تأثيراته البعيدة المدى على الإنسان والبيئة. باختصار، تُكمل الفلسفة والعلوم بعضها البعض، حيث توفر الفلسفة الإطار النظري والتحليل المفاهيمي، بينما تُسهم العلوم بالتجارب والبيانات العملية.