هذه الفئة كانت السبب لتكوين العقد، ولوجود سلطة تحكم، كما أكّد جون لوك على وجود حقوق طبيعية، ولا يمكن التنازل عنها تحت أي ظرف من الظروف، فوظيفة الدولة في العقد الاجتماعي هو ضمان عدم التفريط بالحرية، أما الفئة التي تتصرف بما يفسد الطبيعة البشرية فهي تؤثر على حريّة باقي المجتمع في مرحلة ما قبل العقد، لذلك وجب التدخل لحماية حرية المجتمع من سوء تصرف هذه الأقلية، ومن حق الناس في العقد الاجتماعي تنمية الحرية والدفاع عنها، وعدم السماح لمن يفرط فيها لتحقيق مصالح شخصية أن يسلبهم إياها بحجج واهية. كما يلاحظ وجود حقوق أخرى إلى جانب الحق في الحرية عند لوك، وله أيضًا أهمية قصوى بالنسبة له، فهذا يعني أنه له الحق في أن يتملك وفقًا لعمله، كما أن لوك يعد من أهم مؤسسي العلمانية، ودعا إلى فصل السلطة الدينية عن السلطة المدنية، حيث عدّ هذا النوع من التعددية من سمات المجتمع المدني، ٢] نظرية العقد الاجتماعي عند توماس هوبز إن نظرة توماس هوبز إلى الطبيعة البشرية تفترض أن الإنسان مجبول بالبقاء، ونظرًا لقلة الموارد الطبيعية، فالنزاع أمر حتمي، فالسلطة ضرورة لا بد منها لإنهاء حالة النزاع، ودعا هوبز إلى أن تكون السلطة ملكية مُطلقة، فهي ضمان لحالة السلم وعدم الرجوع إلى مرحلة ما قبل العقد. [2] أضاف هوبز إلى أن أساس العقد أن يتنازل الأفراد باتفاق بينهم عن حياتهم الطبيعية، ويتم الإجماع على طرف خارجي يحكمهم، ويلاحظ أن هذا الطرف ليس من ضمن الأفراد، ١] وهذا ما يميز نظرية هوبز عن باقي النظريات السياسية، كما أنه على من يستلم زمام الأمور، وأن يلتزم بما نص عليه العقد، ويعمل بإخلاص وأمانة، كما عليه الحكم بين الحكومات والمواطنين، فيفض الخلافات بالتحكيم والعدل، ولا يجور على المواطنين، كان للعقل ونتائج العلوم الرياضية دور كبير في وضع معالم نظرية العقد الاجتماعي عند هوبز، فالإنسان يقوده عقله في مرحلة ما بعد العقد، أما البديهيات فقوامها العلوم الرياضية والهندسة. ٣] نظرية العقد الاجتماعي عند جان جاك روسو تم الاستدلال على نظرية روسو في العقد الاجتماعي من خلال عدة كتب، أهمها كتاب "نظرية العقد الاجتماعي"، وأصبح يُعرف لاحقًا بإنجيل الثورة الفرنسية، أما الكتاب الثاني فهو "أصل التفاوت بين الناس"، استدل من خلاله على الطبيعة البشرية التي ذهب إلى أنها بريئة، لكن تجدر الإشارة إلى أن أساس بحث روسو هو إمكانية التأسيس لقاعدة إدارية تدير شؤون الناس بما يصلح حالهم. كما أكد على ضرورة إنهاء العهد الاستبدادي وبداية عهد جديد أساسه الحرية، ويقول في الحرية: "يولد الإنسان حرًا، وكيف وقع هذا التحول؟ أجهل ذلك، وما الذي يمكن أن يجعله شرعيًّا؟ أراني قادرًا على حل هذه المسألة".