يروي الدكتور زغلول النجار قصة إسلام كيث مور في كتابه (الذين هدى الله) بالقول على لسانه: "تحول المؤتمر بعد ذلك إلى مشهد إنساني مؤثر عندما وقف أحد العلماء الروس ليشهر إسلامه، وكم كانت الفرحة عارمة للجميع حينما خرج من خلف الغرفة الزجاجية أربعة مترجمين – لم نرهم ولم نحادثهم على الإطلاق بقدر ما كانوا يقومون بعملية الترجمة من العربية إلى الروسية والعكس – وأخذوا يرددون بصوت واحد نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، بل إنني علمت بعد ذلك بأن 37 عالماً روسياً أعلنوا إسلامهم بمجرد رؤيتهم حلقات المؤتمر التي كان يبثها التلفزيون الروسي على الهواء مباشرة في ذلك اليوم". وأضاف الكتاب نقلاً عن مور قوله: "وقف الجميع مذهولين أمام تلك الشهادة الجماعية للمترجمين، بعد أن دخل الإيمان قلوبهم، وأحسست حينها أن قلبي أنا الآخر بات قاب قوسين أو أدنى من أن يخرج بكلماته التي سأسلم فيها مباشرة، لكنني لم أكن في تلك الفترة نظراً لظروف اجتماعية مستعداً لإعلان إسلامي، وفضلت انتظار الوقت الملائم، ولم أستطِع تمالك نفسي حتى بدأت أقول للجميع: إن التعبيرات التي تفضلتم بها وأوجزتم فيها تكوّن الإنسان لتبلغ من الدقة ما لم يبلغه العلم الحديث، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أن القرآن لا يمكن أن يكون إلا كلام الله، وقبل أن أختم حديثي التفت إليَّ عالم مسلم وقال لي: إذاً فأنت مسلم؟ فقلت له ليس بعد، لكنني أشهد أن هذا القرآن هو كلام الله، فأجبته على الفور أنا لست بمسلم الآن لكنكم لا تتعجبوا إذا ما سمعتم يوماً ما أن كيث مور أعلن إسلامه ودخل في دين الله". وواصل حديثه قائلاً: "بعد انتهاء ذلك المؤتمر عدتُ إلى موطني، وانزويت إلى دراسة معمَّقة للقرآن الكريم، خاصة فيما يتعلق بالآيات التي تتمحور حول دراسة تكوين الإنسان، ومنها قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)، "سورة المؤمنون: الآيات 12 – 14". دُعي الدكتور مور إلى السعودية لإلقاء محاضرة في علم التشريح وعلم الأجنة في جامعة الملك عبد العزيز. تواصلت معه لجنة علم الأجنة بجامعة الملك عبد العزيز وطلبت مساعدته في تفسير آيات معينة من القرآن وبعض الأقوال في الأحاديث التي أشارت إلى التكاثر البشري والتطور الجنيني. قال مور إنه قبل أي شيء اندهش من الدقة العلمية لبعض العبارات التي وردت في القرآن في القرن السابع الميلادي. ثم استكمل كيث مور عمله مع لجنة علم الأجنة وإجراء دراسات مقارنة للقرآن والحديث وعلم الأجنة الحديث. قدمت اللجنة ونشرت عدة أوراق مع مور وآخرين شاركوا في تأليف عدد من الأوراق. ومن التعابير التي أثارت دهشة مور على سبيل المثال كلمة "مضغة" في آية "ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً" (14 المؤمنون)، إن الإشارة إلى المعرفة التي لدينا حول بنية ومظهر الجنين الفعلي، وأنه يمر بمرحلة يشبه حجم شيء صغير يمكن أن تمضغه الأسنان".