و المتصارعة من أجل الاستمرارية و الازدهار. و بالرغم من أن فكرة التحديث و التجديد هذه قد طرحت عدة مرات خلال مراحل مختلفة من تاريخ المجتمع العربي عموما، فإن إعادة طرح هذه الفكرة من جديد تفرضها ظروف المرحلة الانتقالية الحالية التي تمر بها العديد من المجتمعات العربية و التي تستدعي إعادة النظر في الكثير من المفاهيم التي تؤسس للتصورات العامة التي تحدد هوية المجتمع و مستقبله و علاقته مع المجتمعات الأخرى و الأنظمة المخالفة له ودور الفرد الفعال في هذا كذلك. فإنه لا يمكن فصلها عن الأهداف المحددة للمؤسسات المجتمعية التي تسهر على إنتاج أنواع معينة من الفكر و نشره و تركيزه او مراقبته أو منعه، و نذكر من بينها المؤسسات التعليمية و الجامعية و دور النشر و المؤسسات الإعلامية و هياكل الوزارات التي تشرف على تحديد البرامج الدراسية و عقلنة الموارد البشرية التي تخصص لكل مؤسسة حسب تخصصاتها العلمية، و كل هذه المؤسسات تسهر على إنتاج و استهلاك منتوج فكري معين و تساهم من قريب أو من بعيد – عبر طرق تفعيله على أرضية الواقع، و من خلال هذا السهر على إنتاج الفكر و المعرفة و رعايتهما يصبح لهذه المؤسسات حضور في بنية النص الأدبي و الثقافي الذي ينتج و يسوق و يوزع كأداة لنشر المعرفة و ضمانا لاستمرارية نمط إيديولوجي معين، إن التصور النظري لهذه النافذة الفكرية يرمي إلى تناول عدة مواضيع فكرية وأدبية و اجتماعية و ايبستمولوجية بالدرس و التحليل من مناظر نقدية مقارنة مختلفة. بحيث أن هذه النظرة تسعى بلوغ بعض الشمولية من خلال ربط علاقات نسقية بين المفاهيم التحليلية المختلفة للعديد من النظريات النقدية. و سنستقي المفاهيم المستعملة من مجالات العلوم الإنسانية كاللسانيات و الأدب و النقد الأدبي و الفلسفة و العلوم السيكولوجية و السوسيولوجية و الانتربولوجية و الدارسات الثقافية والدراسات النسائية و علم المقارنات والدراسات الصيبوكية المعاصرة والتي تنظر الى الإنسان كامتداد للآليات الحاسوبية الآن. أما على مستوى المتن الثقافي المدروس فستكون الإشارات إلى بعض الآداب المحلية و العالمية و إلى دور الثقافات المحلية سواء كانت تعيش على الهامش أو في عزلة أو كانت واعية كل الوعي بوجود ثقافات أخرى مماثلة او مغايرة لها. إن أي دراسة للظاهرة الأدبية/الثقافية سواء أكانت هذه الأخيرة رواية او شعرا أو أقصوصة أو عملا سينمائيا أو مسرحية أو ظاهرة شعبية فولكلورية تحتاج إلى علمية التحليل و الدرس من أجل الفهم و تبتدأ أساسا بتحديد النص المدروس في علاقاته المتشابكة مع آليات و مفاهيم مختلفة تحدد أنماط إنتاجه واستهلاكه ورواجه واستهلاكه أو إقباره.