إن من أهم الأحداث التي طبعت العالم منذ نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين بطابعها هو الانفجار السكاني الهائل الذي أثرت أبعاده على جميع مرافق الحياة الإنسانية وظهرت آثاره واضحة جلية في التجمعات السكانية والمدن المكتظة والمرتبطة في بعضها البعض حيث أخذت المشاكل التي تعاني منها المدن كحركة المواصلات والتخلص من النفايات الصلبة والصرف الصحي وشبكات المياه وشبكات الطرق وأحزمة السكن العشوائي . بالظهور على شكل أزمات مستعصية وحالات عدم توازن تنموي وأصبحت دراسة هذه الظواهر وتحديد أبعادها وإقامة تطورها من الأهمية بمكان وذلك ليصار إلى تحقيق التوازن بين العناصر الثلاث ، الاقتصاد والإنسان والمكان والذي يسمى مثلث لهدف، وذلك في ظل مفهوم التخطيط الإقليمي ومضمونه الذي تطور بتطور معاييره وأبعاده منذ لثلاثينيات من القرن المنصرم بدأ من نظرية ملائمة لتوزيع الحجمي للمدن لعمليات التنمية ونظرية التدرج لهرمي وأقطاب التنمية والقلب والأطراف والتنمية الإقليمية المستقطبة (الاستقطاب الحضري) ونظرية العولمة وحتى أجندا القرن 21 ويتناول التخطيط الإقليمي عدة أنواع من الدراسات تتطابق مع أهدافه العامة (أبعاده ومعاييره).