هذا المنتزه المعلق على قمة سلسلة جبال الأطلس التّلّي، على علو يزيد عن 2004 متر عن سطح البحر، في منظر تتعانق فيه غابات الأرز و الصنوبر و السرو و البلوط مع الجبال، لا يزال إلى غاية اليوم يشدّ إليه بسحر مناظره آلاف العائلات القادمة من مختلف الولايات، بينهم مفكرين و مثقفين و مصورين عالميين. واحدة من بين أهم السلاسل الجبلية التي تتوفر عليها بلادنا، تمتد على مساحة تزيد عن 2367 ألف هكتار، و تصنف من أغنى المناطق في الجزائر تنوعاً و ثراء من حيث النباتات و الحيوانات إذ أنها تحتوي على نباتات نادرة للغاية قدّر البعض عددها بأكثر من (416) نوع نباتي، منها”23“ نوع محمى قانونياًو مجموعة من الفطريات. كما تزخر بأنواع نادرة من الأشجار، الذي يباع في أسواق أوروبية و آسيوية بأثمان مرتفعة لنوعيته الجيّدة، فضلاً عن أشجار ”الأرز الأطلسي، و تشتهر جبال البابور بامتلاكها لأكثر من 15حيوان بري من بين47 حيوان المشكل للمخزون الوطني. كما ذُكِرَ في مصادر إعلامية أن هذه الجبال تحتوي على نوع نادر من الحشرات” morbillososcarabus“ و التي اكتشفها العلماء و هي تعيش تحت الثلوج وفي درجات حرارة منخفضة جدا رغم ضعفها. بالإضافة إلى وجود نوع نادر من الفهود يعرف علميا بـ ”linx caracal“ و الذي يتواجد لحد الآن بهذه الغابات، حيث تعرف عليه بعض المختصين من آثار أقدامه في الثلوج. و يوجد أيضا بهذه الجبال ما يفوق (800) فصيلة من الطيورمنها: ( نقار الخشب، اللقلق…) إلى جانب بعض الحيوانات البرية ك: الذئاب و الثعالب و الخنازير، فضلا عن وجود نوعين من أصناف القردة، و الزواحف والبرمائيات. و تشتهر الحظيرة بامتلاكها لـ: 32طائراً محمياً أهمها ”كاسر الجوز القبائلي“ الذي يعتبر أندر طائر على وجه الأرض، الذي اكتشفه العالم البلجيكي((Jean-PaulLedant المتخصص في الطيور و ذلك سنة 1975م، و قد فاجأ خبر هذا الاكتشاف الكثِير من عُلماء الطُيور حينذاك، و شكل موضوعاً جد مهم تداولاته مختلف وسائل الإعلام الدَولية. و كما هو معروف أن الطائر كاسر الجوز القبائلي لا يعيش سوى في أشجار التنوب النوميدي التي لا توجد هي الأخرى إلا في غابات بابور بسطيف. أن جبال بابور تتوفر على أكثر من 385 صنف من الأعشاب الطبية لا توجد في أي غابة بالقارة السمراء إلا في جبال بابور بسطيف، منها نبتة ”داتورا“ التي أكدت الأبحاث أنها تساهم في علاج بعض أنواع مرض السرطان و كذا عشبة ”الزعتر البري“ الذي يدخل في المواد الأولية لمعجون الأسنان و صناعات أخرى، كما نجد ”الشيح“ الذي يعالج العديد من الأمراض منها انتفاخ البطن و غيرها. كما توجد بجبال بابور بسطيف، نبتة ”سدرة الأطلس“ التي تعتبر من أندر النبات في العالم و يمتد عمرها إلى مئات السنين. كما تتفجر من باطن هذه الجبال عدة ينابيع أكد البعض أنها أشفتهم من أمراض الكلي على غرار ”الحصى“. كما يوجد بها منجم ”الحجر الكحلي“ حيث يدخل هذا الأخير في صناعة الكحل المفيد للعين و الذي يحتوي على مادة ”الأرجينين“ النادرة هي الأخرى. بل و بات التردّد عليها خلال فصل الشتاء و في كل فصول السنة مثار تفاخر و تباه بين العائلات و الأصدقاء. فبوسع الزائر أن يصعد لأعلى قمة و مشاهدة السحاب الذي يمر بالقرب منها و في بعض الأحيان يلامس قمة الجبل و هي في أحلى حلة مكسوة بالثلج شتاءاً، كما يجدها السائح في فصل الربيع و الصيف و الخريف منفذاً للترويح عن النفس، حيث يعثـر على مساحات شاسعة للتنزه في عمق الغابة. فرغم أن سمك الثلوج قارب الـ (03) ثلاثة أمتار ذات يومٍ، إلا أن بابور تعتبر وجهة مفضلة لعشرات العائلات التي تتسابق رفقة أطفالها للاستمتاع بأجمل المناظر و التقاط أجمل صور للذكريات. و هي متحف على الهواء الطلق لمن يعشقون الهواء الجميل النقي و الجو المنعشوبوسعها أن تتحوّل إلى منتجع سياحي بامتياز، بالنظر لخصوصيتها الطبيعية العذراء، و لخزان وعائها النباتي و ثـروتها الحيوانية. جبال بابور بسطيف هي لوحات فنية على الطبيعة الخلابة، في الكون من لوحات الجمال، هي منطقة تختزل بكلمة واحدة (بابور العملاق) فسبحان الخالق.