تمثل هذه الثورة نهاية سلسلة ثورات ضد بني أمية، سعى أصحابها للإصلاح الاجتماعي، متخذين طرقًا مختلفة: بعضهم اعتمد الرفق (كبعض الفقهاء)، بينما لجأ آخرون للعنف للقضاء على حكم الأمويين (كابن الزبير، والخوارج، والشيعة، وابن الأشعث، ويزيد بن المهلب). واجه الأمويون هذه الثورات مرارًا، وكبدوها خسائر فادحة، لكنهم تمكنوا من قمعها، مستخدمين القوة كرادع. انتهت ثورات ابن الزبير، وابن الأشعث، ويزيد بن المهلب بقتلهم وأنصارهم، بينما استمرت ثورات الخوارج والشيعة متقطعةً في العراق. أرهقت ثورات الخوارج الأمويين بشكل خاص، نظرًا لإصرارهم على استعادة السلطة للأمة وتحقيق المساواة والعدل، مقاتلين بضراوة دون تنازل. أما أهم ثورات الشيعة المسلحة فكانت ثورة المختار الثقفي، التي قمعها مصعب بن الزبير، ثم ثورة زيد بن علي التي انتهت بالفشل، تلتها مقتل ابنه يحيى وعبد الله بن معاوية.