ترتبط نظرية المزج بنظرية الفضاءات الذهنية، ولها أسماء عديدة منها:المزج ( Blending والمزج المفهومي (Theory Conceptual ، أو الإدماج المفهومي Conceptual( ولقد انبثقت نظرية المزج التصوري (Theory Blending Conceptual (من 39) integration اتجاهين في البحث داخل الدلالة المعرفية، هما نظرية الاستعارة التصورية ونظرية الفضاءات وتعتبر نظرية المزج التصوري من حيث هندستها واهتماماتها المركزية مرتبطة بنظرية ويعود ذلك إلى عنايتها الخاصة بالمظاهر النشيطة لبناء المعنى وإلى اعتمادها على الفضاءات الذهنية في تكوينها الهندسي. فأسس نظرية المزج هو الفضاء وهو تلك البنية التمثيلية التي يبنيها الأشخاص أثناء الحديث أو التفكير عن المدركات والمتخيلات وعن 40 جميع الأوضاع الماضية أو المعيشية أو الآنية . ومن أبرز مبادئ نظرية المزج التصوري أن بناء المعنى يستلزم عملية مزج (أو دمج) بنيوي تنتج قدرا من المعنى أكبر من الأجزاء التي تشكل دخلا لهذه العملية. كما رأينا، ليست مجرد تقاطع بسيط بين مقولتي المدللة والسمكة؛ بل هي مقُولة تمزج بكيفية انتقائية بين بعض خصائص مقُولتَي المصدر لإنتاج مقُولة جديدة تمتلك بنيتها الداخلية المتميزة؛ وهي عملية تتم بفضل المزج التصوري الذي يستدل الباحثون في تطبيق هذه النظرية على وروده في ظواهر تهم مجالات مختلفة متعددة، كالخطاب الأدبي والرياضيات والموسيقى وعلم النفس المعرفي 41 وتعود أصول نظرية المزج التصوري إلى أبحاث فوكونييه ومارك تورنر (Turner Mark. رصد عدد من المشاكل حاول تورنر معالجة بناء المعنى من زاوية البنيات الاستعارية في اللغة الأدبية. توفرها البنيات اللغوية أو التصورية التي تكون بمثابة دخل لعملية بناء المعنى. ومن ثمة تمت ومن النماذج المتداولة في الأبحاث المزجية والتي شكلت منطلقًا لتصور هذه النظرية، الاستعاري التالي الذي لا يمكن رصده بكيفية مباشرة في إطار نظرية الاستعارة التصورية: فيتم، فهم الهدف من خلال البنية المسقطة استعاريا، أي أن المجال الهدف: ويتضمن المجال المصدر جزارا وسكينا ولحم الحيوان الذي يقطعه الجزار.