وقد تم اختيار هذا المجال السهبي من سهوب المغرب الشرقي بناء على جملة من العوامل من بينها التحولات الاجتماعية والمجالية السريعة التي شهتدها هذه المنطقة في العقود الأخيرة، التي يحظى بها المجال السهبي من تنوع بيولوجي، بينما يشكل قرب السهل من مدينتين كبيرتين(جرسيف وتاوريرت) عنصر مساهم في هجرة قروية كبيرة والتي تمثلت في هجرة قبلية من أصول مختلفة ومن مجالات متعددة، مما ساهم في التحول التدريجي من مجال بدوي تقليدي (تهيكله القبائل وفق بنية سوسيو - اقتصادية محددة) إلى مجال منفتح عبر إستقرار القبائل به ودخول أفرادها في علاقات اجتماعية جديدة للإنتاج والصراع حول الأراضي الزراعية، وتتميز الموارد المائية الجوفية بالإستغلال الكثيف وتعرف تراجعا مستمر نتيجة تعدد استعمالاتها والتي يشكل من خلالها الاستغلال الفلاحي أكبر صبيب من الاستهلاك المائي بالمجال، وبعد ما كان العنصر التضاريسي والمناخي يشكل تنوعا وتجانسا بين سهل تافراطة وهوامشه في إطار الترحال والانتجاع، أضحي المجال السهلي مجال انتشار مظاهر التدهور للغطاء النباتي الطبيعي كما وكيفا. فندرة الموارد المائية وتوزيعها المتباين بهذا المجال رغم شساعته جعلها تحتل مكانة هامة وعنصرًا للإنتاجية الرعوية، مما يفرض ضرورة تثمين المنتوجات الفلاحية المحلية والحفاظ على الموارد المائية كآلية ناجعة لضمان إستدامة التوازن بين خصوصيات الوسط الطبيعي والبشري في علاقتهما بالموارد الطبيعية ومع متطلبات التنمية المستدامة، ويعرف الإعداد المائي والعقاري صعوبات عدة من حيث غلبة الأراضي الجماعية ومحدودية المجال الذي تدخلت فيه الدولة في إطار سياسية الاعداد الهيدرو-فلاحي، وقد شكلت المرحلة الإستعمارية مرحلة حاسمة في تاريخ المنطقة، ولقد تأثر الغطاء النباتي عبر مراحل تاريخية وتعرض في خضم ذلك لتدهور تدريجي، - ساهمت الدينامية الفلاحية في تحول شكل استغلال الإنسان للمجال السهلي، أدت إلى زيادة تدهور الغطاء النباتي و زاد من تأثيرها تردد سنوات الجفاف وتزامن ذلك مع تراجع مساحي كبير للنباتات العلفية السهبية مجاليا وزيادة الطلب على الأعلاف كأشكال تكيف مع المعطي المناخي لتعويض النقص الكلائي الحاصل للماشية، ومن هنا زاد الاهتمام بالآبار الجماعية و الضغط على نقط الماء الموجودة على قلتها وتدهور الغطاء النباتي المحيط بها ونزوح الرحل إلى الاستقرار بقربها، و في نفس السياق سجل تراجع نسبة الرحل بسهل تافراطة بشكل كبير، بحيث أدي استقرار السكان إلى تحولات سوسيو- مجالية وإقتصادية تم التخلي من خلالها على نمط العيش الترحالي الرعوي وبرز الاستثمار الفلاحي كنتيجة للعقلية الاستثمارية التي تكرست في المجتمعات المغربية الريفية. التي ساهمت في تطــور المنظومـات الرعويـة بالمجال بشـكل كبيـر وبـدأ تقلص دورها تدريجيـا باضطـراد مـع التدخل الاستعماري وتوطـد السـلطة المركزيـة منــذ فترة الاستقلال. مما ساهم في تراجع أعدادها. زيادة عن البحث عن طرق بديلة للتأقلم مع هذه الظروف الصعبة وضمان الاستمرارية، من خلال دعم تجهيز الأراضي وحفر الآبار، والتي لم تعد تساير_ في الواقت الراهن _مختلف الحاجيات خاصة المتعلقة بالقطاع الفلاحي الذي يستهلك كميات كبيرة من الماء والتي ما فتئت تتزايد بوتيرة كبيرة. كما يلاحظ إختلال في التوازن بين المراكز الحضرية والقروية من جهة، فالوسط السوسيو-مجالي والاقتصادي لهذا الريف تأثر بمجمل هذه التحولات ورافقته تغييرات كبيرة على مستوى الدخل وفرص الشغل، علاوة عن التحولات التي مست نمط السكن ومستوى التجهيزات التحتية والخدمات العمومية. فإن ظهور سكن حديث بالأرياف على شاكلة السكن الحضري، وبذلك شكلت آلية ناجعة للتكيف مع الخصوصيات الطبيعية للسهل رغم أن مراقبة استمرارية هذا التوجه تعتريه مجموعة من المشاكل والتحديات. - إن الدينامية الزراعية المخطط لها في سياق محلي تشمل بشكل أساسي توسيع الأراضي السقوية والحد من الفوارق الاجتماعية بين مجالات السهل وحل مشاكل الفلاحين الذين يعانون من نقص في مياه السقي الزراعي، إلا أن محدودية المجال الذي شمله المشروع الهيدرو-فلاحي ومشاكل إضطراب تزويد الاستغلاليات الزراعية بالماء جراء تراجع حقينة سهل الحسن الثاني على واد زا إحدى المشاكل التي يواجهها الاعداد الهيدرو-زراعي. وفي هذا الصدد أصبحت تافراطة قبلة هامة لاستقطاب الاستثمارات الفلاحية الإقليمية، وما رافق ذلك من تأثيرات على المزارعين، ويسخر لذلك وسائل وتقنيات تقليدية جعلت من الزراعة ذات مردودية ضعيفة، لكن الانفتاح الكبير لتافراطة على تسويق المنتوج الفلاحي وعلى التقنيات الحديثة جعل من القطاع الفلاحي يعتمد التخصص الزراعي في غراسة الزيتون، حيث لجأ الجيل الجديد من المستثمرين إلى استعمال مختلف التقنيات الحديثة في ميدان الإنتاج مع الإعتماد على يد عاملة مأجورة دائمة. أن الوجه الجديد للدينامية الفلاحية مع تأخر ومحدودية تدخل القطاعات المعنية بتدبير القطاع الفلاحي بالسهل(محدودية المجال الذي شمله المشروع الهيدرو-فلاحي، أشكال وطرق استغلال المجال الزراعي)، إلى جانب التباين بين أجزاء السهل على مستوى نوعية وشكل السكن ونوع مواد بناءه، وترتب عن فشل الدينامية الزراعية في تحقيق تنمية فلاحية شاملة بسهل تافراطة عواقب وخيمة على المجال الريفي، أما الثانية فتشمل الفلاحين الصغار الذين لا يتوفرون سوى على استغلاليات صغرى لا تشجع على التكثيف الزراعي. يبرز أن المجال استطاع أن يحقق قفزة هامة في ميدان إنتاج الزيتون، والتي يعتمد نشاط السقي بها بشكل كبير على الضخ المائي، كما أكد على ذلك معظم المستجوبين من المزارعين الذين شملتهم عينة البحث، مما ساهم بشكل كبير في هدر الثروة المائية أمام مجانية الحصول على هذه الطاقة والتي شجعت المزارعين على الضغط على الموارد المائية دون الأخد بعين الاعتبار إمكانيات تجددها، حيث أدى توالي سنوات الجفاف خلال عقدي الثمانينات والتسعينات إلى تخلي الرعاة عن نمط الترحال الرعوي بشكل نهائي وتراجع الزارعة البورية لتحل محلها الزراعة المسقية، وشكل المجال السهلي في شمولته مسرحا لمختلف هذه التحولات، والتي ستشكل منطلقا لنجاح أي مشروع ترابي يسعى لتحقيق التنمية الترابية والحكامة الجيدة: 1.تنمية الرعي وتحسين المراعي بسهل تافراطة - تقديم الخدمات الصحية اللازمة للقطيع مع تنظيم توزيع الأعلاف المدعمة وخلق مراكز جديدة لتوزيعها. . -المحافظة على الموارد الطبيعية في إطار التنمية المستدامة وتحسين إنتاجية ومردودية الأراضي الزراعية